أظهرت دراسة علمية أن وضع العديد من الصور التفصيلية وغير الأساسية في كتب الأطفال يجعل "من الصعب على الأطفال التركيز واستيعاب المعلومات والمعارف".
بحسب ما نشرته "ديلي ميل" البريطانية، حذر باحثون أميركيون من أن الصور الملونة التي تهدف إلى تحفيز القراء الصغار ربما تؤدي إلى نتائج عكسية تمامًا لأنها تجذب الانتباه بعيدًا عن نص القصة بمعنى أن تشتت انتباه الأطفال وبالتالي يصعب عليهم فهم المغزى التعليمي من القصة.
وقالت الباحثة وعالمة النفس آنا فيشر من جامعة كارنيغي ميلون في بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا: إن "تعلم القراءة عمل شاق للعديد من الأطفال. وربما تجذب الصور الغريبة عيون الصغار بعيدًا عن النص وتعطل التركيز الضروري لفهم القصة."
مسلية لكن غير ضرورية
في دراستهم، أعطت الدكتورة فيشر وزملاؤه لمجموعة من البالغين كتابًا مصممًا لممارسة القراءة للأطفال وطلبوا منهم تحديد الصور التي كانت مسلية ولكنها ليست ضرورية لفهم القصة.
وتمت إزالة هذه الصور الغريبة بعد ذلك من النصف الثاني من الكتاب قبل تسليم نسخ منه إلى 60 طالبًا أميركيًا في الصفين الأول والثاني، أي أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و8 سنوات، لقراءتها.
تم استخدام متتبع العين المحمول لمراقبة عدد المرات، التي قام فيها كل طالب بتحويل نظره بعيدًا عن النص، إلى الصور عبر الصفحة.
وتوصل الفريق البحثي إلى أن الأطفال اتجهوا بأنظارهم بعيدًا عن النص بشكل أقل عند قراءة النصف المبسط من الكتاب، وحققوا درجات أعلى في الفهم.
وقالت الباحثة وعالمة النفس كاسوندرا إنج، من جامعة كارنيغي ميلون: "خلال هذه السنوات الدراسية الابتدائية، يمر الأطفال بفترة انتقالية يتوقع فيها أن يقوموا بالقراءة بشكل متزايد ومستقل".
التعليم وجائحة كورونا
وأضافت أن هذا أصبح أكثر خطورة في حقبة جائحة كورونا، التي أجبرت الأطفال على التعلم عن بُعد وبتوجيه شخصي أقل من المعلمين.
وقالت دكتور إنج إن نتائج الدراسة ستسمح "بتصميم مواد ترتكز على نظريات التعلم التي يمكن أن تكون أكثر فائدة للأطفال وإثراء تجاربهم مع التكنولوجيا".
تقليص الحواجز
وأوصى الفريق البحثي أن يقوم المؤلفون والرسامون والناشرون بالتفكير في إزالة الصور المشتتة وغير الضرورية من المواد التعليمية للقراء الصغار.
وحذرت دكتور فيشر من أن مجرد إزالة الصور غير الضرورية هي جزء من الحلول "وأنها لن تحل جميع التحديات في تعلم القراءة".
وأردفت قائلة: إنه "إذا تم اتخاذ خطوات لجعل ممارسة القراءة أسهل قليلاً وتقليل بعض الحواجز، فسيمكن مساعدة الأطفال على التعامل مع المواد المطبوعة والاستمتاع بهذا النشاط."