بنجاح كبير، قدم المخرج أمير رمسيس فيلم "حظر تجول" الذي حصل على إشادات واسعة في مهرجان القاهرة السينمائي الأخير، وينتظر عرضه قريباً بدور العرض المصرية.
ويتناول الفيلم قضية زنا المحارم والمسكوت عنه في هذه الجرائم الأسرية، وما يترتب عليه من كوارث مجتمعية.
وفي حواره مع "العربية.نت"، تحدث أمير عن بداية مشروع الفيلم ولماذا أطلق عليه هذا الاسم وسبب اختيار إلهام شاهين للبطولة والكثير من التفاصيل المهمة.
*في البداية لماذا اخترت اسم "حظر تجول" رغم أن الفيلم ليس له علاقة بالسياسة أو فترة الإخوان المسلمين؟
**تعمدت ألا يتناول الفيلم الأحداث السياسية التى مرت بها مصر في 2013، وأن يكتفي بطرح أسئلة إنسانية بعيدة تماما عن السياسية، ولكن في الحقيقة لا أحب اختيار الأسماء، وأجد مشكلة كبيرة في ذلك وربما صادفني تعثر كبير حتى أختار اسم الفيلم، وفكرت كثيرا في تغييره لكني لم أجد مسمى أفضل، خاصة أن مواجهة الشخصيات ببعضها تبدو أن لها ضرورة كان يجب أن تكون إلزامية، وليست اختياريه، فكان لابد من ظرف قهري يجبر الأبطال على التواجد معا دون مفر والمواجهة بكل خبايا القصص المسكوت عنها، ولهذا بالنسبة لي فكرة حظر التجول مرتبطة فقط بمبرر وجود الشخصيات فى مكان واحد لتخلق الأحداث، وكما رأينا كل الأحداث لا تتقاطع مع أي أحداث سياسية، والأهم أن قصة الفيلم يمكن أن تحكى في أي زمن آخر به حظر تجول، وليس عام 2013 وربما كان يمكن أن يكون هناك ضرورة أو شيء يجبر الأبطال على الجلوس معا، لكني لم أجد أكثر إقناعا من حظر التجول.
*كيف ترى العرض العالمي الأول للفيلم فى الدورة 42 لمهرجان القاهرة؟
**العرض في مهرجان القاهرة شرف كبير لي ولأي مساهم في صنع السينما في مصر والعالم فهو مهرجان عريق، وعرض حظر تجول به أعتقد أنه كان الانطلاقة المناسبة قبل طرحه رسميا في دور العرض نهاية العام الجاري، حيث سيعرض خلال أيام بدور العرض المصرية.
وحقيقي أننا جميعا كأسرة الفيلم عندما عرفنا أن الفيلم سيتم عرضه بالمهرجان كعرض عالمي أول قررنا بدون تردد تأجيل المشاركة بأي فعاليات أو مهرجانات أخرى، ليكون العرض العالمي الأول بالدورة 42.
وأنا شخصيا سعيد للمشاركة بفيلم في مهرجان القاهرة بعد 15 عاما من الغياب، حيث شاركت في عام 2005 بفيلمي الروائي الأول "آخر الدنيا" وشارك بالمسابقة العربية.
*هل كنت تتوقع الجائزة التي حصل عليها الفيلم وهي أحسن ممثلة بالمهرجان؟
**جائزتي الحقيقية والتي حصلت عليها قبل توقع أي جوائز هي أن أن يكون العرض العالمي الأول لفيلمي في مهرجان القاهرة العظيم، واختياره ليمثل مصر شرف لي وجائزة وهذا كاف بالنسبة لي، وبالتأكيد كنت سعيد جدا بعرض الفيلم في مهرجان القاهرة وسعدت أكثر بحصول الفنانة إلهام شاهين على جائزة أحسن ممثلة، ولكني بوجه عام لا أحبذ فكرة التسابق في الفن من أجل الجوائز. وأهتم أكثر برد فعل الجمهور ومدى تلقي العمل والآراء حوله من النقاد وصناع السينما والناس في الشارع وهذا الباقي للفنان وصانع السينما بينما الجوائز فرحتها مؤقتة.
*رغم وجود فنانات كثيرات يصلحن لدور البطولة النسائية وبالتحديد دور الأم لماذا وقع الاختيار وإسناد البطولة إلى إلهام شاهين؟
**ربما وجدت إلهام السيدة الممثلة الأكثر مناسبة لشخصية "فاتن"، وبالقياس لتاريخها السينمائي ونوعية الأفلام التي قدمتها فهي الأكثر مناسبة للعمل حيث ستتفاعل مع الشخصية وتمنحها العمق والمضمون المناسب ولن تهتم بشكلها وجمالها بل ستتنازل عن كل ذلك من أجل خروج الشخصية كما يجب أن تكون، وفعلا قامت بما توقعته وأكثر وربما أفضل مما تخيل الجميع بفضل بساطتها وإخلاصها للتمثيل دون النظر للأناقة والجمال والتأثير في الترند ومواقع التواصل الاجتماعي الذي يعتمد عليه معظم النجوم حاليا، ويعتبرون أنفسهم مؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي ويهمهم شكلهم والعبارات التي يقولونها بالأفلام والمسلسلات حتى تصير ترند على مواقع التواصل.
فللأسف النجوم الآن كبارا وصغارا أصبحوا مشغولين بأشياء سطحية كثيرة جدا غير التمثيل، وقد لا يعنيهم بالمقام الأول الدور وأهميته، عكس إلهام شاهين تماما، التي لا تجيد إلا التمثيل مهما كلفها من شكلها وجمالها.
*هل ترى عرض الفيلم سينمائيا في أواخر ديسمبر أمرا مناسبا خاصة أن العالم على موعد مع موجة جديدة من كورونا وقد يتم إغلاق دور العرض؟
**الحقيقة أننا أجلنا الفيلم أكثر من مرة ونحن مرتبطون بعرضه على إحدى المنصات، وقد كان موعد عرضه منذ فترة على المنصة كأول إنتاج أصيل لها وأجلناه مرة أخرى للعرض بمهرجان القاهرة، لذلك لا يمكن أن نؤجل أكثر من ذلك بسبب ارتباط المنتجين باتفاقيات، ومن الضروري عرض الفيلم سينمائيا فهو صنع في الأصل من أجل ذلك، ولهذا لم يعد هناك أي متسع من الوقت لعرضه سينمائيا إلا في خلال أيام قبل العرض على المنصة الإلكترونية، وأعتقد أنه سيحقق إيرادات جيدة متناسبة مع الوقت الذي سيعرض فيه، فهذا آخر خيار لنا بكل أسف وغير مضمون عرضه في أي وقت آخر تحسبا لتقلبات بسبب فيروس كورونا.