مجدداً، عاد مختبر ووهان الذي تنسب إليه أزمة البشرية في تفشي فيروس كورونا المستجد حول العالم إلى الواجهة، لكن هذه المرة من مكان النفي.
فقد قدمت عالمة الفيروسات الصينية، شي تشنغلي، التي اشتهرت بعملها على الفيروسات لدى الخفافيش، دليلا على أن مختبرها ليس مصدر الوباء العالمي، وذلك في تحديث على بحث نشرته في دورية "نيتشر" العلمية.
وأجرت شي، التي تشغل منصب نائب مدير معهد ووهان لعلم الفيروسات، فحوص دم مؤخرا على عمال مناجم، كانوا أصيبوا بمرض تنفسي غامض قبل 8 سنوات عند إزالتهم لمخلفات وبراز خفافيش.
وأظهرت الفحوصات التي أجرتها شي، أن الفيروس الذي حمله عمال المناجم مختلف عن فيروس سارس-كوف-2، المسبب لعدوى كوفيد-19، وفقا لما نقلت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست".
يشار إلى أن احتمالات كثيرة كانت راجت خلال الفترة الماضية بعد بحث نشرته العالمة في فبراير/شباط، أشارت فيه إلى أن الخفافيش قد تكون المضيف المبدئي لفيروس كورونا المستجد، وذلك بعد فحوصات أجرتها على عينات من مصل دم مأخوذ من 4 أشخاص ألم بهم مرض بعد عملهم في منجم وتعاملهم مع براز الحيوان.
ونفت العالمة الصينية بعد النتائج التي توصلت لها ارتباط الفيروس بالمختبر الذي تعمل فيه، قائلة إن السمات الجينية للفيروسات التي حملها عمال المناجم لا تتطابق مع أي من سلالات فيروس كورونا المنتشرة بين البشر.
"المرأة الخفاش"
في السياق أيضاً، أضحت شي تُعرف في الصين بلقب "المرأة الخفاش"، بالتوازي مع نظريات المؤامرة التي حملتها مسؤولية التفشي الفيروسي حول العالم.
ووفقا للبحث الذي نشرته شي، فقد تم إجراء فحوصات "PCR"، المعتمدة للكشف عن فيروس كورونا، على العمال المرضى، ولم تكشف عن وجود أي جزيئات من فيروس كورونا لديهم، كما خضع العمال لفحوصات أخرى بينت عدم وجود أي أجسام مضادة للفيروس المستجد في دمائهم.
يذكر أنه وحتى الآن، لم يتمكن العلماء حول العالم من تحديد هوية الحيوان الوسيط الذي عمل مضيفا لفيروس كورونا المستجد قبل نقله إلى البشر، لكن لا يزال بعض المراقبين يربطونه بالخفافيش إلى اليوم.