كرّس المصور الأميركي، جيمس ناشتوي، حياته في توثيق الحروب والصراعات في مناطق النزاع الملتهبة في العالم من بينها فلسطين والعراق وأفغانستان وإفريقيا وغيرها، معتبراً في حديثه لـ"العربية.نت" أن العدسة هي سلاح تغيير وتأثير لنقل رسالة حب وسلام إلى الإنسانية. ناشتوي، الذي شارك مؤخراً في معرض إكسبوجر في الشارقة، أضاف أن صور الحرب في وسائل الإعلام يمكن أن تصبح نوعاً من التدخل لصالح السلام.
أصيب بقنبلة يدوية في العراق
"العربية.نت" جالت في أرجاء معرض المصور الأميركي، الذي غامر بحياته من أجل تغطية النزاعات في جميع أنحاء العالم. وأصيب في هجوم بقنبلة يدوية أثناء تغطيته لحرب العراق، وغاص في أوجاع الحروب الأهلية في لبنان، وغطى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لأكثر من 20 عاماً، ورصد صور المجاعة كسلاح من أسلحة الدمار الشامل في الصومال والسودان، وكذلك كفاح التحرير في جنوب إفريقيا.
صور تروي مأسي الإنسان في مناطق الصراعات
حملت صور معرض ناشتوي قصصاً تروي حكايات الحرب والسلام وأوجاع الإنسان الدامية من أجواء الصراعات الملتهبة في أماكن متفرقة من العالم، حيث سرد بعدسته مآسي الحرب في أفغانستان خلال ثمانينيات القرن الماضي، والتقط صور مقاومة الاحتلال السوفيتي، تلتها الحرب الأهلية الأفغانية، ثم الهجوم على طالبان في عام 2001. وفي عام 2010، وثق القتال العسكري الأميركي في مقاطعة هلمند. وفي أجزاء أخرى من آسيا، قام برصد جانب من حرب العصابات في سريلانكا والفلبين بالإضافة إلى الحملة العسكرية المميتة ضد المتظاهرين في بانكوك في عام 2010. كما سجل مؤخرًا أزمة اللاجئين في أوروبا.
سيرة حياة "مصور الحرب" فيلم ترشح للأوسكار
في عام 2001، تم ترشيح فيلم "مصور الحرب"، وهو فيلم وثائقي طويل عن حياة ناشتوي وعمله لجائزة الأوسكار.
وأصدر ناشتوي كتاب "أعمال الحرب والجحيم". ومن أبرز الصور التي حبست أنفاس الزوار في معرض إكسبوجر، تلك التي حملت عنوان "الضفة الغربية، جنين، 2002 "، خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية، عندما أصبح مخيم اللاجئين في جنين ساحة معركة بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي الذي دمر مساحةً كبيرة من المخيم، وقتل مدنيين ومسلحين فلسطينيين. ومن أبرز اللقطات، محاولة فلسطيني انتشال مقتنياته من بين أنقاض منزله.
كما جسد المصور الأميركي الحرب في أفغانستان، وتحديداً في وادي كونار، عام 1986، بين قوات الاحتلال الروسي وبين الجماعات الأفغانية.
ووثق أيضا المصور أولى المظاهرات خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية، عندما قذف المتظاهرون الحجارة وقنابل المولوتوف على الجنود الإسرائيليين المسلحين الذين أطلقوا الذخائر الحية والرصاصات المطاطية التي كانت كفيلةً بإلحاق إصاباتٍ خطيرة وقاتلة بالمتظاهرين الفلسطينيين.