لا تبدو الأمور نزهة ممتعة للقوات الروسية الزاحفة الى أوكرانيا، كما كانت تأمل وتتمنى، خصوصا من وصل منها إلى مشارف العاصمة كييف، وتفاءل بدخولها والسيطرة عليها بمجرد عبوره "مسافة السكة" على الأكثر، لكنه أمضى الخميس وأمس الجمعة، ولا يزال يجهد، لأنه وجد ما استنتجته "العربية.نت" أيضا من اطلاعها أمس على تقارير عدة تناولت مجريات الحرب بعد يومين من بدء التدخل العسكري الروسي.
وأبرز ما تشير إليه التقارير الواردة في وسائل إعلام غربية، أميركية وأوروبية بشكل خاص، منها في صحيفة "التايمز" البريطانية عدد اليوم السبت، أن انتشار قصص وأخبار عن مقاومة شرسة وبطولية يبديها الأوكرانيون، جيشا وشعبا في معظم أنحاء البلاد، بدأ يبطئ زخم أعنف هجوم زاحف تتعرض له المدينة منذ الذي شنته في 1941 قوات ألمانيا الهتلرية بعز الحرب العالمية الثانية.
وتجمع التقارير، على أن الأوكرانيين بدأوا يتوافدون إلى مستودعات الأسلحة لجمع بنادق هجومية وما تيسر من سلاح وغيرها، وأهمه تحضير قنابل "مولوتوف" حارقة. أما جنود الجيش النظامي، فمضوا يقاتلون القوات البرية الروسية ويكبحون تقدمها، وهو ما حمل الكرملين على أن يصرّ في وقت سابق "بأن تلقي القوات الأوكرانية أسلحتها أولا" حين قال متحدث باسم الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن الجانبين بدآ محادثات عن شكل ومكان مفاوضات وقف إطلاق النار.
أكثر ما يخشاه الحلفاء الغربيون
وفي الطرف الآخر من العالم، حيث يراقب "البنتاغون" ما يجري لحظة بلحظة، ظهر مسؤول من وزارة الدفاع الأميركية أمس الجمعة، وقال إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "فشل بتحقيق أهدافه المبكرة" وأبدى المسؤول قلقه من أن الزعيم الروسي "قد يلجأ نتيجة لذلك إلى أي وسيلة ضرورية، حتى لو كانت استخدامه العشوائي للقوة" وكشف أن "هجوما برمائيا آخر" جار على بحر "آزوف" غرب مدينة Mariupol بالجنوب الشرقي الأوكراني "حيث يزج الروس الآن بآلاف من جنود مشاة البحرية على الساحل" وفق تعبيره.
وأكثر ما يخشاه الحلفاء الغربيون "هو أن تستخدم روسيا أسلحة حرارية ضد القوات الأوكرانية إذا استمرت بإعاقة تقدمها" مشيرين بكلمتي"حرارية" الى Thermobaric weapon المكونة من "قنابل فراغية" تمتص الأكسجين المحيط بمكان تفجيرها لإحداث انفجار شديد الحرارة، وفقا لما طالعت "العربية.نت" بسيرتها الوارد فيها أيضا، أن أمد انفجارها طويل مقارنة بالتقليدي من القنابل، ويفتك سريعا بالأعضاء الداخلية، خصوصا الرئتين.
ومن "السلاح الحراري" قنبلة شهيرة بأحرف MOAB اختصارا لاسمها الطويل، ومعروفة أميركيا بلقب "أم القنابل" الأقوى من أي سلاح غير نووي، وهي التي ألقى الجيش الأميركي واحدة منها على معسكرات "داعشية" واهتزت لانفجارها في 13 أبريل 2017 سلسلة مرتفعات وكهوف في ولاية "ننغرهار" المجاورة بالشرق الأفغاني للحدود مع باكستان، ثم صنع الروس مثلها وسموها "أبو القنابل" أو FOAB اختصارا. أما وزنها فهو 11 طنا من TNT الشهيرة.