في وقت يكثف العلماء جهودهم منذ أشهر لوضع حد لجائحة كورونا التي تسببت بأزمات عالمية مفصلية، ما زال الفيروس المستجد الذي ظهر بالصين في ديسمبر الماضي ثم انتشر إلى باقي دول العالم، يحصد المزيد من الضحايا.
إلا أن دراسة جديدة حملت أخباراً سارة بشأن مدة بقاء الأجسام المضادة في الجسم بعد الإصابة بكورونا، بعد مخاوف سابقة من اختفائها في فترة قصيرة جداً. ولفتت إلى أن المناعة ضد الفيروس قد تستمر لمدة ستة أشهر على الأقل، وقد تدوم لفترة أطول قد تصل إلى سنوات، وفق شبكة "سي أن أن".
وقام بالدراسة، التي لم تخضع بعد للمراجعة العلمية، معهد لاجولا لعلم المناعة، وجامعة كاليفورنيا، وسان دييغو، وكلية إيكان للطب في نيويورك.
إلى ذلك حلل الفريق أجزاء متعددة من ذاكرة جهاز المناعة كالأجسام المضادة، والخلايا اللمفاوية. وشملت الدراسة 185 بالغاً، تتراوح أعمارهم بين 19 و81 عاماً، وتعافوا من الفيروس، وعانى معظمهم من أعراض خفيفة فقط.
كما حلل الباحثون عينات الدم التي تم جمعها من أماكن مختلفة، وجمع بعضها بعد أكثر من ستة أشهر على ظهور كورونا. واكتشفوا تواجد دائم للأجسام المضادة، ووجدوا خلايا الذاكرة المناعية B في جميع الأشخاص موضوع الدراسة، ورصدوا زيادة في عددها مع مرور الوقت.
وأشار الفريق إلى أن ذاكرة الخلايا B تجاه بعض الالتهابات طويلة العمر، وقد تظل 60 سنة بعد التطعيم ضد الجدري، وحتى 90 سنة بعد الإصابة بالأنفلونزا.
يذكر أن دراسات أخرى كانت أظهرت أن معدل الأجسام المضادة يمكن أن ينخفض سريعاً في غضون أسابيع لدى المرضى المصابين بكوفيد-19. وفي دراسة قام بها باحثون من "كينغز كولدج" في لندن تبين أن المتعافين من كورونا قد يخسرون المناعة ضده خلال أشهر، وذلك بعد دراسة مستويات الأجسام المضادة لدى أكثر من 90 مصاباً بكورونا، ومراقبة كيف تبدلت مع الوقت.
يشار إلى أن الفيروس المستجد حصد حتى الآن أرواح 1,352,707 أشخاص وأصاب 56,466,754 في العالم.