تشير إحدى الدراسات إلى أن النساء يتمتعن بنفس مستوى التنافس مع الرجال، حيث أظهرت النتائج أنهن يشاركن في المسابقات بنفس معدل الرجال، ولكن من المرجح أنهن يفضلن المشاركة في المسابقات التي تمنحهن الفرصة لمشاركة مكاسبهن.
وبحسب ما جاء في تقرير نشرته "ديلي ميل" Daily Mail البريطانية، قام باحثون من جامعة أريزونا بتوزيع المشاركين المتطوعين، البالغ عددهم 238، في مجموعات بالتساوي بين الرجال والنساء، وطُلب منهم إكمال سلسلة من مسائل الرياضيات مقابل مكافأة ومن أمكن دراسة الفروق بين الجنسين فيما يتعلق بالمنافسة.
مشاركة المكاسب
تم إعطاء المشاركين الفرصة لاختيار جائزة مضمونة عن الحصول على نتيجة صحيحة، أو جائزة أكبر إذا كانوا من أصحاب الأداء الأفضل، أو جائزة أكبر مع خيار مشاركة المكاسب مع الخاسرين.
اختارت 60% من المشاركات فرصة المنافسة مع مشاركة مكاسبهن مع الخاسرين، في حين قرر 35% فقط التنافس إذا فزن بالقرعة.
في المقابل، اختار 51% من الرجال خيار الفائز يأخذ كل شيء، مقارنة بـ52.5% من الرجال الذين اختاروا الفوز بجائزة أكبر عن أداء أفضل.
تقول الباحثة ماري ريغدون، مدير مساعد في مركز أبحاث جامعة "أريزونا"، إن الغرض من الدراسة كان استكشاف "النظرية الجديدة نسبيًا" القائلة بأن النساء أقل قدرة على المنافسة وأقل استعدادًا للمخاطرة من الرجال.
الفجوة في الأجور
وتعد الدراسة جزءًا من سلسلة أوسع من العمل حول كيفية تأثير هيكل السوق والمعلومات والحوافز على السلوك، لا سيما حول النوع الاجتماعي.
عملت البروفيسورة ريغدون جنبًا إلى جنب وزميلتها أليساندرا كاسار، أستاذ الاقتصاد بجامعة "سان فرانسيسكو"، أيضًا على فحص فجوة الأجور بين الجنسين. قالت بروفيسور ريغدون: "إذا أردنا سد فجوة الأجور بين الجنسين، فعلينا أن نفهم أسبابها، وكذلك الحلول والعلاجات المطلوبة لها".
أجر أقل بنسبة 2%
ففي نهاية عام 2021، ستكون النساء قد حصلن على حوالي 82% من الأجور مقارنة بالرجال، مما يعني أن النساء يعملن ما يقرب من ثلاثة أشهر إضافية لتلقي نفس المبلغ من الأجر. لكن لا تأخذ هذه الإحصائية في الحسبان خصائص معينة، مثل عمر الموظف أو خبرته أو مستواه التعليمي.
وعلى الرغم من ذلك، فإنه عند أخذ تلك الخصائص في الاعتبار، سيتعين أن تحصلن على حوالي 98% بالمقارنة مما يكسبه الرجال. وبعبارة أخرى، تحصل النساء على "أجر أقل بنسبة 2% من أجر الرجال بنفس المؤهلات."
اختلاف المهارات والتمييز ضد المرأة
إن هناك عدد من النظريات التي تحاول تفسير أسباب الفجوة في الأجور بين النساء والرجال، من بينها "تفسير رأس المال البشري" الذي يشير إلى وجود اختلافات بين الجنسين في مهارات معينة، مما يؤدي بالنساء إلى وظائف ذات رواتب أقل.
وتشمل النظريات الأخرى التمييز الأساسي ضد المرأة في القوى العاملة، وفكرة حديثة نسبيًا، مفادها أن النساء أقل قدرة على المنافسة من الرجال.
ركزت البروفيسورة ريغدون مع بروفيسور كسار على نظرية قلة القدرة على المنافسة، والتي تفترض أيضًا أن النساء أقل استعدادًا لتحمل المخاطر من الرجال.
%8 من المناصب القيادية
وأوضحت بروفيسور ريغدون قائلة: "لكن إذا كانت النساء أكثر ترددًا في المنافسة، فسوف يشغلن عددًا أقل من المناصب العليا في أعلى الشركات الكبرى، وهو الاتجاه، الذي يتلاشى على مدار السنوات العديدة الماضية. وتمثل النساء حوالي 8% من الرؤساء التنفيذيين الذين يقودون قائمة فورشن التي تضم 500 شركة. في حين أن هذا الرقم منخفض بشكل عام، إلا أنه رقم قياسي.
وقالت بروفسيور ريغدون إن النتائج فرضت طرح تساؤل حول الحافز الاجتماعي الذي يدفع النساء إلى المنافسة، مشيرة إلى أنها وفريقها البحثي يقومون حاليًا بتطوير تجربة تهدف إلى الوصول إلى جوهر هذا السؤال والإجابة عليه، مؤكدة أنه من الأفضل للشركات الانخراط في نشاط أكثر مسؤولية اجتماعيًا.