اهتزت أفغانستان على وقع انقلاب قاده رئيس الوزراء السابق محمد داود خان ضد قريبه الملك محمد ظاهر شاه الذي تواجد خارج البلاد لحظة تحرك الجيش لإسقاط نظامه بالعاصمة كابل في 17 يوليو 1973.
ولم يتسبب الانقلاب في سقوط العديد من الضحايا حيث لم يتجاوز عدد القتلى عشرة أشخاص. في المقابل، انفرد محمد داود خان بالسلطة فنصّب نفسه رئيساً لأفغانستان وأعلن قيام الجمهورية.
استقالة وغضب شعبي
وبالعودة إلى عام 1933، صعد محمد ظاهر شاه على عرش أفغانستان ليصبح ملكاً على البلاد خلفاً لوالده محمد نادر شاه الذي توفي بنفس اليوم.
وما بين عامي 1953 و1963، عيّن الملك محمد ظاهر شاه قريبه محمد داود خان رئيساً للوزراء خلال فترة سبقت بداية اعتماد دستور 1964.
في الأثناء، كانت العلاقة بين كل من محمد ظاهر شاه ومحمد داود خان متوترة حيث اختلف الطرفان حول العديد من المسائل.
فضلاً عن ذلك، لجأ الملك محمد ظاهر شاه، حسب ما أعده ببنود دستور عام 1964، للحد من سلطة سلالة البركزاي، التي حكمت البلاد منذ أكثر من 150 عاما مثيرا بذلك غضب محمد داود خان.
وتزامناً مع إجباره على الاستقالة عام 1963، اتجه محمد داود خان لاستغلال حالة الغضب والاحتقان التي عاشت على وقعها البلاد لصالحه بهدف جمع أكبر عدد ممكن من المناصرين.
وعلى مدار سنوات، فشلت الحكومات المتعاقبة في إحداث أي تغييرات أو إصلاحات تذكر. فضلا عن ذلك، تزايد الغضب الشعبي تجاه سياسة الملك محمد ظاهر شاه مطلع السبعينيات بسبب المجاعة.
وعاشت العديد من المناطق الأفغانية بين عامي 1971 و1972، على وقع مجاعة أودت بحياة عشرات الآلاف تزامنا مع فشل النظام في إرسال قدر كاف من المعونات الغذائية.
انقلاب أدى لظهور الجمهورية
إلى ذلك، غادر الملك محمد ظاهر شاه البلاد صباح يوم 25 حزيران/يونيو 1973، متجها لبريطانيا لتلقي العلاج بأحد مستشفيات لندن عقب إصابته بنزيف عند مستوى عينه. وفي طريق العودة، توقف محمد ظاهر شاه بجزيرة إسكيا (Ischia) الإيطالية لقضاء فترة نقاهة قبل الرجوع لكابل.
ومستغلا غياب الملك عن البلاد، قاد محمد داود خان صباح يوم 17 تموز/يوليو 1973 انقلابا أطاح بحكم قريبه محمد ظاهر شاه.
وخلال هذا الانقلاب، اعتمد رئيس الوزراء السابق داود خان على دعم المئات من العسكريين البارزين الموالين له فدخل القصر الملكي ومحطة الراديو وأذاع خبرا أعلن من خلاله نهاية حكم الملك محمد ظاهر شاه وقيام الجمهورية.
لاحقاً، نصّب محمد داود خان نفسه رئيسا ووزير خارجية وقائدا للجيش بأفغانستان واتخذ من قصر الآرگ الملكي مقرا له.
ومع حصوله على دعم اليساريين بالجيش والحزب الديمقراطي الشعبي الأفغاني واعتراف كل من الهند والاتحاد السوفيتي بسلطته يوم 19 من نفس الشهر، باشر داود خان مهامه فعمد لوضع برلمان موال له وأقر جملة من الإصلاحات كما لجأ لإقرار مزيد من الحقوق للنساء.
إلى ذلك، لم تدم فترة حكم محمد داود خان سوى 4 سنوات. فمع اعتماده لسياسة تقارب مع باكستان والولايات المتحدة الأميركية، أزيح الأخير عقب ثورة ثور أواخر شهر نيسان/أبريل 1978، التي دعمها الاتحاد السوفيتي، وقتل يوم 28 من نفس الشهر.