نجحت مؤسستان حكوميتان في دولة الإمارات العربية المتحدة، حديثًا، في إنجاز أول دراسة علمية على مستوى العالم للكشف عن فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)؛ باستخدام حاسة الشم لدى الكلاب الجمركية.
وذكرت وكالة أنباء الإمارات، يوم الأحد 13 ديسمبر/ كانون الأول 2020، أن كليات التقنية العليا والهيئة الاتحادية للجمارك أنشأتا فريقًا علميًا مشتركًا من باحثي الكليات وخبراء وحدة التفتيش الجمركي الأمني (كي9) في الهيئة لتنفيذ الدراسة.
الكشف عن الإصابة بالفيروس خلال ثانيتين
وأجريت الدراسة على عينة تضم أكثر من ألف مشارك من مراجعي مركز الفحص الدوري للكشف عن الإصابة بكوفيد-19. وتمت الدراسة على ثلاث مراحل أثبتت نتائجها أن فحص كي-9 لفيروس كورونا المستجد باستخدام الكلاب الجمركية يمتاز بدقة عالية ويحدد الإصابة بالفيروس خلال ثانيتين فقط.
وقال علي سعيد مطر النيادي مفوض الجمارك رئيس الهيئة الاتحادية للجمارك إن هذا الإنجاز العلمي العالمي يفتح آفاقًا واسعًة لتوظيف مهارات الكلاب الجمركية في مواجهة تداعيات الكوارث الطبيعية والصحية مستقبلًا، ويضيف مهامًا جديدة للكلاب الجمركية لخدمة المجتمع.
وأوضح أن استخدام حاسة الشم لدى الكلاب الجمركية في اكتشاف فيروس كورونا المستجد سيوفر الجهد والوقت فيقلل الضغط على الكادر الطبي والمستشفيات بنسبة 98 بالمئة ويخفض التكلفة ويوفر ملايين الدراهم التي تنفق على فحصوات فيروس كورونا ما يتيح إعادة توجيه تلك الأموال نحو القطاعات الحيوية كالبنية التحتية والصحة والتعليم والأمن.
مراحل الدراسة
وبين الدكتور عبد اللطيف الشامسي مدير مجمع كليات التقنية العليا مراحل تنفيذ الدراسة البحثية الثلاث؛ ففي المرحلة الأولى دربت وحدة التفتيش الجمركي الأمني في الهيئة الكلاب الجمركية على التعرف على رائحة عرق حاملي الفيروس مقارنة بعرق غير الحاملين له، وبلغ عدد العينات التي استخدمت في هذا التدريب أكثر من 500 عينة، واتبع مدربو الكلاب الجمركية بالوحدة الأساليب المعروفة عالميًا لترسيخ المعلومات الخاصة بالرائحة الموجبة لدى الكلاب الجمركية.
وأوضح أنه في المرحلة الثانية من الدراسة أخذت عينة من عرق المشاركين في الدراسة، وعرضت على الكلاب الجمركية لإجراء فحص كي9، ثم أَخذت مسحة الأنف لإجراء فحص البي سي آر من المشاركين في الدراسة، لمقارنة النتيجة التي تظهرها حاسة الشم لدى الكلاب الجمركية خلال ثانيتين تقريبًا من عرض عينة العرق عليها مع نتيجة فحص الأنف التي تظهرها المختبرات الطبية بعدها.
وبعد التحليل الإحصائي لنتائج الدراسة ثبت الدقة العالية في قدرة الكلاب الجمركية في التشخيص وتحديد الإصابة بالفيروس من عدمه خلال ثانيتين فقط، إذ تمكنت الكلاب من استبعاد أكثر من 98 بالمئة من العينات التي لا تحتوي على الفيروس، ما يعني أننا بحاجة إلى إجراء فحص مسحة الأنف لنحو 2 بالمئة فقط من مراجعي مراكز الفحص، ويوفر هذا الاكتشاف الوقت والجهد والمال، ويخفض الضغط على الفرق الطبية ومراجعي مركز الفحص على حد سواء.
وأكد على أن البحث مقدم حاليًا لإحدى المجلات العلمية العالمية المرموقة والمتخصصة في تحكيم الأبحاث ونشرها تمهيدًا لنشره والاستفادة منه عالميًا.
The post باحثون إماراتيون يستخدمون حاسة الشم لدى الكلاب للكشف عن فيروس كورونا المستجد appeared first on مرصد المستقبل.