ارتفع عدد الإصابات اليومية بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) إلى أرقام قياسية منذ بداية شهر أكتوبر/تشرين الأول، ويتوقع الأطباء تسجيل مزيد من الإصابات الشديدة بالفيروس، وتزايد عدد المرضى في أقسام العناية المشددة.
وتشير الإحصاءات الحالية إلى أن 6% من المصابين يحتاجون إلى العناية الطبية في المستشفيات، لكن نقص الطاقم الطبي في بعض بلدان العالم يبرز الحاجة إلى اتباع نهج معين لتوفير الموارد المتاحة، ومساعدة الأطباء في التمييز بين حالات الإصابة الخفيفة والشديدة بفيروس كورونا المستجد.
طور فريق من الباحثين مقياس «فور سي مورتيليتي سكور» اعتمادًا على دراسة كبيرة شملت 260 مشفى في إنجلترا واسكتلندا وويلز، ويضم الفريق علماء وأطباء من المملكة المتحدة ومختصين في الأمراض الوبائية.
جمع الأطباء بيانات أكثر من 35 ألف مريض من شهر فبراير/ شباط إلى مايو/ أيار 2020، وكان هدفهم في البداية هو التنبؤ بوفاة المريض المصاب بالفيروس بناءً على حالته الصحية وعوامل الخطورة لمساعدة الأطباء على اتخاذ القرارات الطبية الصحية.
يساعد المقياس الجديد في تحديد المرضى المعرضين لخطر كبير جراء إصابتهم بالفيروس، ما يسهل على الأطباء يجب اتخاذ قرار ادخال المصابين بالفيروس إلى المشفى.
بلغ متوسط أعمار المرضى المشمولين في الدراسة 73 عامًا، ويعاني ما يقارب 42% منهم من مرضين على الأقل، وشملت الأمراض التي سجلها الأطباء قصور القلب وأمراض الكلى والكبد والجهاز التنفسي والأمراض العصبية والسكري والسمنة والإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية والسرطان.
وسجل الأطباء وفاة واحد من بين كل ثلاثة مشاركين في هذه الدراسة خلال فترة الإقامة في المشفى.
يعتمد المقياس الجديد على بيانات الإصابة بأحد الأمراض السابقة بغض النظر عن شدة الإصابة وعلى سبعة عوامل أخرى وهي عمر المريض وجنسه ومعدل التنفس ودرجة إشباع الأكسجين في الدم، ومقياس جلاسكو للغيبوبة والقيمة المخبرية لليوريا ولبروتين سي المتفاعل في الدم.
تُعطى لكل عامل مجموعة من النقاط اعتمادًا على قيمته ثم تجمع النقاط وتصنف إلى أربع مستويات، ويواجه مرضى المستوى الأول (0ـ3 نقطة) خطر الوفاة نتيجة الإصابة بالفيروس بنسبة 1.2% ومرضى المستوى الثاني بنسبة 9.9% والمستوى الثالث (9-14نقطة) بنسبة 31.4% والمستوى الرابع (15-21 نقطة) بنسبة 61.5%.
ينصح الأطباء بتلقي المرضى من المستوى الأول الرعاية الطبية في المنزل وإدخال مرضى المستوى الثاني وإلى المشفى لمراقبة حالتهم الصحية، ويتوقع الأطباء الحاجة إلى تطبيق علاج طبي مكثف للمرضى المصابين من المستوى الثالث والرابع والبدء به منذ دخول المريض إلى المشفى.
أظهر المقياس الجديد قدرة كبيرة على التنبؤ بالوفيات مقارنة بمقاييس التنبؤ الأخرى، وقد يلعب دورًا حاسمًا في تقييم شدة الحالة الصحية للمرضى وتقدير مدى حاجة المريض للدخول إلى المشفى لتجنب زيادة العبء على المشافي ووحدات العناية المركزة وفي رعاية المرضى ذوي الخطر المرتفع قبل تدهور حالتهم الصحية.
لا ينبغي استخدام مقياس «فور سي مورتيليتي سكور» خارج حدود المستشفى لأنه طُور على سكان المملكة المتحدة، ويمكن أن تتأثر قيمته وفقًا للاختلافات الإقليمية أو الدولية وللأمراض والاختلافات المنهجية في تقديم الرعاية الصحية، لذلك يوصي الباحثون بالتحقق من صحة نتيجة هذا المقياس على مجموعات سكانية أخرى، وقد لا تنسجم بيانات هذا المقياس مع المعلومات الجديدة التي قد نكتشفها عن الفيروس.
The post باحثون بريطانيون يطورون معيارًا لتحديد حالات الإصابة الخطيرة بفيروس كورونا المستجد appeared first on مرصد المستقبل.