بالحرب العالمية.. القاهرة احتضنت مؤتمراً حدد مستقبل العالم

شنت البحرية اليابانية هجوماً مباغتاً على قاعدة بيرل هاربر الأميركية بجزر هاواي بعرض المحيط الهادئ صباح يوم الأحد السابع من شهر ديسمبر/كانون الأول 1941.

وعلى إثر هذا الهجوم المباغت الذي أحصى خلاله الأميركيون نحو 2300 قتيل وأسفر عن تخريب القاعدة وتدمير عدد من السفن والطائرات الأميركية، أعلنت اليابان رسمياً دخولها الحرب العالمية الثانية لجانب كل من ألمانيا وإيطاليا ضد الحلفاء.

بعد أشهر من النجاحات على ساحة المحيط الهادئ، عرفت اليابان أولى نكساتها خلال شهر يونيو/حزيران 1942.

ففي خضم معركة ميدواي (Midway) تلقت البحرية اليابانية صفعة قاسية تزامنا مع غرق 4 من حاملات طائراتها لتبدأ بذلك اليابان تراجعها أمام التقدم الأميركي وتجبر بحلول سبتمبر/أيلول 1945 على توقيع معاهدة استسلامها.

اختيار القاهرة

إلى ذلك، اتجه الحلفاء في خضم الحرب العالمية الثانية لعقد مؤتمر خلال نوفمبر/تشرين الثاني 1943 لمناقشة مستقبل الحرب مع اليابان في ضوء تراجعها على ساحة المحيط الهادئ.

وأملاً في إضفاء طابع حضاري وإبراز تفوّقهم بالحرب، اختار المجتمعون مدينة القاهرة لعقد اجتماعهم بعد مضي أشهر فقط عن هزيمة القوات الألمانية بقيادة المارشال إرفين رومل (Erwin Rommel) بشمال أفريقيا ونجاح الحملة العسكرية على جزيرة صقلية.

في غضون ذلك، اعتذر الاتحاد السوفيتي عن المشاركة بمؤتمر القاهرة لعام 1943 حيث أكد السوفييت حينها على احترامهم لمعاهدة الحياد وعدم الاعتداء اليابانية السوفيتية الموقعة يوم 13 أبريل/نيسان 1941 بين وزير الخارجية الياباني يوسوكي ماتسووكا (Yosuke Matsuoka) ونظيره السوفيتي فياتشيسلاف مولوتوف (Vyacheslav Molotov).

قرارات حاسمة بالحرب

وافتتح مؤتمر القاهرة يوم 22 تشرين الثاني/نوفمبر 1943، بحضور الرئيس الأميركي فرانكلن روزفلت ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل والزعيم القومي الصيني شيانغ كاي تشيك (Chiang Kai-shek).

وقد احتضن مقر السفير الأميركي بمصر ألكسندر كومستوك كيرك (Alexander Comstock Kirk)، الذي تواجد على مقربة من أهرامات الجيزة وعلى بعد 9 أميال من وسط القاهرة، الاجتماعات التي استمرت 4 أيام.

في خضم الاجتماعات، اقترح الوفد الأميركي تقديم المستعمرة الفرنسية السابقة بالهند الصينية لشيانغ كاي تشيك إلا أن الأخير اعتذر عن قبول ذلك.

وأصدر المجتمعون البيان الختامي في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 1943، والذي حدد مستقبل الحرب بالمحيط الهادئ.

بموجب ذلك، اتفق الجميع على مواصلة الحرب لحين استسلام اليابان غير المشروط كما أكدوا على ضرورة تجريدها من جميع مستعمراتها التي حصلت عليها أثناء الحرب العالمية الثانية.

كذلك، طالب المجتمعون بضرورة إجبار اليابان على الانسحاب من مناطق منشوريا وفورموزا وبسكادوزا وإعادتها للصين كما أكدوا على مغادرة اليابانيين لشبه الجزيرة الكورية وتكوين دولة مستقلة بها.

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: