بالخنق والسّم.. هكذا تمت تصفية 7 سلاطين عثمانيين

أعلنت الثورة العربية على الحكم العثماني التركي، في يوم العاشر من شهر حزيران/ يونيو عام 1916، والذي صادف وقوعه، أمس الخميس، ليكون بذلك، قد مرّ 105 أعوام، على تلك الثورة التي بدأت أولى مظاهرها، باقتحام جميع ثكنات ومقار الجيش العثماني في الحجاز، لتنتقل بعدها إلى مختلف المناطق العربية الأخرى.

استغلال رابطة الدين

جاءت الثورة العربية على الأتراك عام 1916م، بعد أربعة قرون من احتلال العثمانيين للمنطقة، والذي يشار إلى بدايته، عادة، بسنة 1516م.

وكشف المؤرخ والباحث قدري قلعجي، في كتابه "الثورة العربية الكبرى 1916-1925" المخصص عن الثورة العربية ضد العثمانيين وإسقاطهم، أن العثمانيين استغلوا رابطة الدين، فاجتاحوا المنطقة واحتلوها على تلك الخلفية: "لقد كانت الرابطة الدينية، السلاح الذي تذرعت به الدولة العثمانية، لإحكام قبضتها على الشعوب العربية".

فيما يربط المؤرخون بين الثورة على الأتراك، والنهضة العربية، باعتبارهما مقترنين، وظهرا في الآونة ذاتها، على وجه التقريب، ولهذا كان الأدباء العرب قد رفعوا شعار التنوير، وفضح العثمانيين ومذابحهم في المنطقة العربية، كما قال الأديب والصحافي اللبناني سليم سركيس، والذي فرّ إلى مصر هرباً من بطش الأمن العثماني في الشام:
نرجو صلاحَ التُّرْكِ قد
خابت أمانينا الكواذب
هي دولةٌ ظَلمت وليس
العدل عن ظلم بذاهب
ومثله ابن جلدته، الشاعر نجيب حداد، مختصراً مذابح العثمانيين بحق العرب، عندما قال:
لعبت أكفّ التركِ فيكِ وغادروا
في كل قطر منكِ نهراً من دم

35 ألف ضابط وجندي تركي في قبضة العرب

وفيما انتهى عمليا، الاحتلال التركي للبلاد العربية، عام 1918م، يؤكد المؤرخون، بأن آخر حامية عثمانية، استسلمت للجنود العرب، أوائل عام 1919.

كما بلغ عدد الأسرى العثمانيين، في قبضة المقاتلين العرب، منذ انطلاقة الثورة عام 1916 وحتى طرد الأتراك أوائل عام 1919م، نحوا من 35 ألف ضابط وجندي.

وحكم العثمانيون، المنطقة العربية وغير العربية، بعدد من السلاطين، منهم من مات قتلاً، ومنهم من مات بجرثومة، ومنهم من مات ولم يعرف سبب موته، وثلاثة منهم ماتوا، لأسباب نفسية، على ما يقول التأريخ التركي المعتمد، والذي نشر بموافقة من حفيد العائلة العثمانية، عثمان عثمان أوغلو، حفيد السلطان مراد الخامس، في مقدمته لكتاب "سلاطين الدولة العثمانية" للمؤرخ التركي صالح كولن.

بالجمرة الخبيثة والنقرس

وينفرد سلطان عثماني واحد، بالموت بالجمرة الخبيثة، وهو السلطان سليم الأول، الذي ولد سنة 1470م، وحكم ما بين 1512 و1520، فيما مات اثنان من سلاطين العثمانيين، بداء النقرس، أولهما، هو أول سلطان عثماني، ويعرف بعثمان غازي، ولد سنة 1258م، وحكم ما بين عامي 1299 و1324م.

وثاني موت بداء النقرس، ضرب سلطانا عثمانيا، كان من نصيب السلطان مراد الرابع، الذي ولد سنة 1612م، وحكم ما بين عامي 1623 و1640.

في المقابل، عاودت الجمرة الخبيثة، الظهور في قصور العثمانيين، بعد قرون، في زمن عبد الحميد الثاني، لكنها لم تقتل سلطاناً، بل بعض موظفي قصره، بحسب مذكرات ابنة السلطان عبد الحميد الثاني، عائشة.

سلاطين ماتوا لأسباب نفسية

إلى ذلك، قضى ثلاثة سلاطين عثمانيين، بسبب شدة نفسية صرعتهم في آخر الأمر، وتسمى الكرب النفسي. وكان أول سلطان يموت من الكآبة الحادة، هو أورخان غازي، والذي ولد سنة 1281م، وحكم ما بين عامي 1324 و1362م، دون أن تشير المصادر إلى الجهة الطبية التي أطلقت هذا الاصطلاح، على المرض الذي قتل ثلاثة سلاطين، دفعة واحدة.

أما السلطان الثاني الذي مات من كرْبه، هو بايزيد الأول، وولد عام 1354م وحكم بين عامي 1389م و1402م، فيما الثالث، هو السلطان عبد الحميد الأول، وولد سنة 1725م وحكم ما بين عامي 1774 و1789، ووصف سبب وفاته بأنه ناتج من كرب شديد.

هؤلاء ماتوا بالسم والخنق

من جانبها، أكدت المصادر العثمانية المعتمدة، سبب وفاة سبع سلاطين منهم، بالموت قتلاً، ما بين الخنق والتسميم والاغتيال المباشر، وأولهم السلطان محمد الثاني، ولد عام 1432م، وحكم ما بين عامي 1444 و1481م، وكان عمره عند تولي العرش، 13 عاماً، ثم قضى بالسّم، وثانيهم، السلطان بايزيد الثاني، وولد عام 1448م، وحكم ما بين عامي 1481م و 1512م، ومات مسموماً هو الآخر، كما مات السلطان محمد الرابع بالسم، وهو المولود سنة 1642م، وحكم ما بين عامي 1648 و و1687، ووصل إلى الحكم، سلطانا عثمانيا، وعمره 7 سنوات، فقط.

ويأتي السلطان إبراهيم، ليكون من السلاطين العثمانيين الذين قضوا، بقتل متعمد، إنما بالخنق هذه المرة، لا بالسم، كسابقيه. وولد إبراهيم سنة 1615م، وكانت فترة حكمه ما بين عامي 1640 و1648.

سلطان يحاول الانتحار وخطفوه 3 مرات

ومن المقتولين خنقاً، من سلاطين العثمانيين، مصطفى الرابع، وولد سنة 1779م، وحكم سنة واحدة، ما بين 1807 و1808، فيما يشار إلى السلطان سليم الثالث بأنه مات مقتولاً، بطريق الاغتيال، وهو المولود سنة 1761م، وحكم ما بين سنتي 1789 و1808، وآخرهم السلطان عبد العزيز الذي قضى اغتيالاً، وولد سنة 1830م وحكم ما بين سنتي 1861 و1876م.

الجدير بالذكر، أن للعثمانيين، سلطاناً حاول الانتحار، تم إنقاذه في اللحظات الأخيرة، هو السلطان مراد الخامس، صاحب أقصر فترة حكم في تاريخ العثمانيين والتي بلغت مجرد أيام معدودة، في سنة 1876م. وولد مراد، سنة 1840م، وتوفي سنة 1904، وهو السلطان الوحيد في التاريخ الذي تعرض للاختطاف 3 مرات متتالية، فيما تشير المصادر العثمانية الرسمية، إلى أن مراد الخامس، وعبر تقرير طبي دولي وتركي، كان يعاني من خلل عقلي وبأنه فاقد لقدراته العقلية.

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: