تعتبر جزيرة "الفنتين" بمحافظة أسوان، جنوب مصر، من الجزر الفريدة من نوعها على امتداد نهر النيل، لما تحتويه من كنوز أثرية من أقدم العصور وحتى العصر الإسلامي، ويبلغ طول الجزيرة حوالي 1500م وعرضها حوالي 500م، وتقع في مواجهة مدينة أسوان من الناحية الغربية، ويطلق عليها البعض "سفينة الآثار" و"جوهرة الجنوب".
وفي حديث لـ"العربية.نت"، أوضح نصر سلامة، خبير الآثار، ووكيل وزارة الآثار بأسوان سابقاً، أن هذه الجزيرة كانت تسمى قديماً بجزيرة "أبو" أي "الفيل" باعتبار أن تلك الجزيرة كانت مركزاً تجارياً لاستقبال العاج الإفريقي، ثم تحول الاسم في اللغة اليونانية إلى "الفنتين" وهو "عاج سن الفيل".
وتابع سلامة: كانت لجزيرة "الفنتين" منذ العصر المبكر أهمية كبرى كمركز تجاري يشرف على التجارة مع الجنوب وذلك لموقعها شمال منطقة الجنادل.
ومع توحيد قطري مصر، البحري والقبلي، وقيام الدولة الموحدة حوالي 3000 قبل الميلاد، أصبحت "إلفنتين" مركزاً للإشراف على منطقة الحدود الجنوبية، ثم زاد الإقبال على جلب الأحجار الصلبة من المنطقة وبخاصة الجرانيت، كما كانت مقراً أساسياً لكل البعثات الحكومية والعسكرية والتجارية على مختلف العصور.
أهم المعالم الأثرية بالجزيرة
وتشتهر الجزيرة بمعابد ترجع إلى عصور مختلفة أهمها معبد "ساتت" التي تعتبر من أهم معبودات الجزيرة، حيث يوجد معبد مبكر لها من عصر الأسرتين الأولى والثانية، ومعبد من عصر الأسرة السادسة ومعبد من عهد الملك "سنوسرت الأول" من عصر الدولة الوسطى، ومعبد من عهد الملكة "حتشبسوت" من عصر الدولة الحديثة.
كما يوجد معبد "ساتت" الذي يرجع للعصر البطلمي، ومعابد "خنوم" من عصور الدولتين الوسطى والحديثة والبطلمي والروماني المبكر.
وتشتهر الجزيرة بمقصورة تعرف باسم "حقاإيب" الذي كان من أهم حكام المدينة في عهد الأسرة السادسة حوالي 2200 قبل الميلاد، تضم المقصورة تماثيل لـ"حقاإيب" و"سارنبوت الأول" وغيرهم من حكام وأمراء أسوان خلال تلك الحقبة.
أما مقصورة "كلابشة"، فتوجد في الطرف الجنوبي من الجزيرة، وكانت مخصصة لـ"مندوليس" ويرجع إنشائها إلى عهد الملك "المروى أرغامينس".
وكذلك يوجد "مقياس النيل" وهو يقع على الجانب الشرقي من الجزيرة ويرجع إلى العصر البطلمي، وهو مصمم عن طريق درجات حجرية تهبط مباشرة إلى نهر النيل وعلى يسار ويمين الدرج يمكن ملاحظة العلامات والأرقام المختلفة التي ترجع إلى اليونانية والعربية، حيث تم تجديد هذا المقياس في عهد الخديوي إسماعيل كما هو مدون على الجدار الأيسر، وكان "مقياس النيل" يستخدم لحساب زيادة وانخفاض فيضان النيل.
أما متحف آثار أسوان الذي تم بناؤه عام 1898 كسكن إداري لأحد مهندسي خزان أسوان، ثم تم تحويله إلى متحف لآثار أسوان عام 1917، ويضم الآثار التي تم اكتشافها بمحافظة أسوان ومناطق النوبة وجزيرة "الفنتين" من مختلف العصور المصرية القديمة وأيضا من العصور البطلمية والرومانية والإسلامية.
وأضاف سلامة أن الجزيرة تشتهر بالأنشطة اليدوية والنوبية مثل صناعة الأطباق من سعف النخيل إلى جانب تجارة منتجات النوبة.