عبر الرئيس الأميركي جو بايدن عن غضبه بما قل ودل من الكلام أمس، من حكم أصدرته إحدى المحاكم ببراءة Kyle Rittenhouse الشهير ببكائه المفرط أثناء المحاكمة، من اتهامات بالقتل العمد نُسبت اليه، مبررة حكمها بأنه كان في موقف دفاع عن النفس حين أطلق الرصاص على مظاهرة مناهضة للتمييز العنصري، فقتل شخصين وأصاب ثالثا بجراح في 25 أغسطس العام الماضي بمدينة Kenosha في ولاية "ويسكنسن" القريبة بالشمال الأميركي من الحدود مع كندا.
وحث الرئيس بايدن الأميركيين على "التعبير السلمي عن آرائهم"، قائلا بحسب ما بثت الوكالات: "بينما تولد نتيجة هذه المحاكمة غضبا وقلقا لدى الكثير من الأميركيين، بمن فيهم أنا، لابد أن نعترف أن هيئة المحلفين قد قالت كلمتها"، مشيرا بذلك إلى المحاكمة التي أثارت انقساما سياسيا على نطاق واسع، وأثناء آخر جلساتها أمس الجمعة قال المحامي المدافع عن المتهم إن موكله كان يخشى على حياته بينما قال ممثلو الادعاء إنه "خرج في تلك الليلة بحثا عن المتاعب" فأردى جوزيف روزنباوم (36 سنة) وأنتوني هوبر (26) قتيلين، لذلك تم توجيه 5 تهم إليه، بينها القتل العمد، وعقوبتها الإعدام.
وكانت هيئة محلفين من 7 نساء و5 رجال، هي المسؤولة في المحاكمة عن تقرير مصيره في هذه القضية بعد مشاورات استمرت أكثر من 3 أيام فيما بينهم، وأثناء النطق بالحكم جهش كايل ريتنهاوس بالبكاء، وفقا لما يظهر في فيديو تعرضه "العربية.نت" أدناه، وفيه نراه يكاد ينهار مغشيا عليه أثناء سماع عبارة "غير مذنب" تُقرأ 5 مرات، أي براءة عن كل تهمة تم توجيهها لريتنهاوس الذي جاء العام الماضي إلى مدينة "كينوشا" تحديدا، وقبل يومين من تلك الأحداث، ومعه سلاح ناري نصف آلي قال إنه كان يحمله لحماية منزله من الاضطرابات، وهو ما شاهد المحلفون مقطع فيديو يوثق ما حدث، قبل وبعد كل مرة أطلق فيها النار.
وفي مرافعته الختامية، قال محامي ريتنهاوس إن موكله، البالغ 18 سنة "كان يحاول أن يساعد المحيطين به وأصدر رد فعل تجاه من كانوا يحاولون مهاجمته". لكن ممثلي الادعاء تساءلوا عن السبب الذي دفع المتهم إلى خرق حظر التجول في مدينة لم يكن من سكانها و"التظاهر بحماية" أشخاص وممتلكات لا يعرف عنهم وعنها شيئا.
وأثارت براءة كايلي الجدل حول حقوق حمل السلاح في الولايات المتحدة، حيث هناك من يراه بطلا، وهم الذين يقولون إنه حاول حفظ السلام أثناء احتجاجات اتسمت بالعنف. لكن في المقابل، كان هناك من يشعر بالفزع لرؤيته ذلك المراهق المدجج بسلاح ثقيل وسط تلك الاضطرابات، لذلك احتشدت مجموعة من السيارات أمام المحكمة أمس وراح سائقوها يطلقون آلات التنبيه بكثافة وسط هتافات تقول "أطلقوا سراح كايل" وأخرى تهتف "نحب البند الثاني" في إشارة إلى نص قانوني يسمح للأميركيين باقتناء وحمل السلاح.
"أراد النجاة فقط بحياته"
كما قال والدا القتيلين: "إن هذا الحكم يبعث رسالة غير مقبولة تفيد أنه يمكن للمدنيين المسلحين الظهور في أي مدينة وإثارة العنف ثم استغلال الخطر الذي صنعوه لتبرير إطلاق النار على الناس في الشارع". إلا أن محاميه رد وقال إن موكله "كان يتمنى ألا يحدث أي شيء من ذلك، وأنه أراد النجاة فقط بحياته" وهو ما حدث حين لفظت المحكمة حكم البراءة عليه من قتل نراه يقوم به، ونراه بعد الدقيقة الثانية من الفيديو المعروض أداه.
وجاءت ردود أفعال السياسيين حيال قرار المحكمة لتعكس انقسامات فيما بينهم حول هذه القاضية، فاستنكر البراءة الديمقراطي مانديلا بارنز، نائب حاكم ولاية ويسكنسن، وقال: "على مدار الأسابيع القليلة الماضية، كان الكثيرون يخشون ما شاهدناه للتو (..) فرضية المتهم بريء حتى تثبت إدانته هي ما كان ينبغي أن نتوقعه من نظامنا القضائي، لكن هذا المعيار لا يراعي المساواة في تطبيقه دائما. لقد رأينا الكثير من السود يقتلون. ومع ذلك يُقدمون للمحاكمة بعد وفاتهم بينما يطالب القاضي ببراءة كايل في نهاية الأمر".
أما عمدة نيويورك، بيل دي بلاسيو، فذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث وصف الحكم في تغريدة تويترية بأنه "مثير للاشمئزاز". لكن الجمهوريين، بمن فيهم رون جونسون عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ويسكنسن، رحبوا بقرار المحكمة، ونقلت الوكالات قوله إن "العدالة أُنجزت، وأتمنى أن يتقبل الجميع الحكم، وأن يظل الجميع سلميين، ولندع مجتمع كينوشا يداوي جراحه ويعيد إعمار نفسه" وفق تعبيره.