بالقرن الماضي، بدأت الحياة السياسية لنغو دينه ديم (Ngo Dinh Diem) عام 1954 عندما عيّن رئيس وزراء لفيتنام من قبل الإمبراطور باو داي (Bảo Đại). وعلى الرغم من كرهه لنغو دينه ديم، وافق باو داي على تعيين هذا الرجل البالغ من العمر 53 عاما، والمنتمي لحزب كان لاو (Cần Lao)، بهذا المنصب أملا في جذب انتباه الأميركيين، بمنطقة توقع الجميع تحولها لساحة قتال بين المعسكرين الشرقي والغربي، بهدف الحصول على دعم اقتصادي وعسكري.
خلاف مع البوذيين
ومع استلامه لزمام الأمور، أعلن نغو دينه ديم قيام الجمهورية بجنوب فيتنام ونصّب نفسه رئيسا على البلاد. وفي الآن ذاته، رفض الأخير إجراء الانتخابات التي كان من المقرر أن توحّد بين فيتنام الجنوبية وجارتها الشمالية حيث تخوّف الأخير من فوز الشيوعيين، الذين حضوا بدعم كبير بأرياف فيتنام الجنوبية، بالانتخابات. وبسبب ذلك، مهّد الأخير الطريق لبداية الاضطرابات بالبلاد واندلاع الحرب الأهلية.
إلى ذلك، فرض نغو دينه ديم نظام حكم دكتاتوري ببلاده حيث اتجه الرئيس حينها لإرساء قوانين جديدة بالبلاد ومنح أفراد عائلته سلطا هامة جاعلا منهم شخصيات ذات نفوذ بجمهورية فيتنام.
سياسة التمييز
أثناء فترة حكمه، عمد نغو دينه ديم لممارسة سياسة قمع وإقصاء ضد الطائفة البوذية، التي كانت أغلبية بفيتنام الجنوبية، مانحا بذلك مزيدا من النفوذ للمسيحيين الكاثوليكيين. وقد اتجه الرئيس حينها لمنح المسيحيين بالجيش ترقيات هامة جاعلا منهم كوادر. وفي الآن ذاته، مورست سياسة تمييزية ضد البوذيين. فخلال تلك الفترة، تمكن المسيحيون من دخول الوظيفة العمومية بسهولة بينما حرم البوذيون من ذلك على الرغم من تفوقهم بالمجالات العلمية والخبرة الإدارية.
من ناحية أخرى، تصاعدت وتيرة أعمال العنف ضد البوذيين عام 1963. فأثناء الاحتفال بعيد ميلاد بوذا صيف عام 1963، أعدمت شرطة نغو دينه ديم 9 رهبان بوذيين. وفي الآن ذاته، حرم البوذيين من حمل أية أعلام ترمز لبوذا أثناء الاحتفال. وفي المقابل، رفرف علم الفاتيكان بالعديد من المواقع بالعاصمة.
اغتيال الرئيس
مع تواصل حالة الغضب بالبلاد، فكرت الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس جون كينيدي، بخضم حرب فيتنام، في إمكانية تغيير نغو دينه ديم والإطاحة بنظامه. وبقيادة الجنرال ديواونغ فان منه (Dương Văn Minh)، نظّم خلال شهر تموز/يوليو 1963 الجيش بفيتنام الجنوبية خطة لإنهاء حكم نغو دينه ديم. ومع تلقيهم رسالة طمأنة سرية بعدم التدخل في شؤونهم من البيت الأبيض، قرر قادة الحركة الانقلابية التحرك بسرعة لتغيير النظام بجنوب فيتنام.
وعقب نجاحهم في كسب دعم أهم قادة الجيش، باشر الانقلابيون مطلع تشرين الثاني/نوفمبر 1963 بمهمة الإطاحة بنغو دينه ديم الذي تحصّن بقصره الرئاسي رفقة شقيقه وعدد من أفراد الحرس.
ممر سري
أثناء المواجهات، غادر نغو دينه ديم القصر الرئاسي عبر ممر سري تحت القصر ليجد نفسه بكنيسة قريبة. وهنالك، اعتقل الأخير صباح اليوم التالي على يد أفراد الجيش.
يوم 2 تشرين الثاني/نوفمبر 1963، اغتيل كل من نغو دينه ديم وشقيقه داخل عربة نقل عسكري من نوع إم 113 حيث وجه له الجنود رصاصات قاتلة وانهالوا عليه طعنا بالحراب. لاحقا، دفن نغو دينه ديم بقبر مجهول بمقبرة قريبة من منزل السفير الأميركي.