اقتربت بريطانيا الجمعة من تحقيق هدفها المحدد لمنتصف فبراير والمتمثّل بتطعيم 15 مليوناً من الفئات الأكثر عرضة للخطر في البلاد ضد فيروس كورونا، ما يعزز الآمال بإمكان أن يؤدي ذلك إلى تخفيف القيود.
وتم تحصين أكثر من 13.5 مليون شخص منذ انطلق أكبر برنامج تطعيم في تاريخ المملكة المتحدة مطلع ديسمبر، إذ تلقّى ما معدّله 431.323 شخصاً يومياً اللقاح الأسبوع الماضي.
وتعهّد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بتطعيم جميع المدرجين ضمن الفئات الأربع ذات الأولوية والتي تشمل من تتجاوز أعمارهم 70 عاماً والمقيمين في دور الرعاية وبعض الموظفين الأساسيين، بحلول نهاية الأسبوع الجاري.
بدورها، أفادت حكومة ويلز، التي تدير سياستها الصحية بشكل مستقل، أنها ستحقق هدفها المتمثل بتطعيم الفئات الأربع ذات الأولوية الجمعة.
وأظهرت الأرقام أن نحو 22% من سكان ويلز تلقوا اللقاحات، مقارنة بـ20.3% في انكلترا و19.2% في اسكتلندا و18.7% في إيرلندا الشمالية.
وأشاد رئيس حكومة ويلز مارك دريكفورد بـ"العتبة" التي تم بلوغها لكنه أشار إلى أن المقاطعة لا تخوض منافسة مع باقي أنحاء المملكة المتحدة أو دول أخرى.
وأضاف أن "السباق هو لتطعيم أكبر عدد من الأشخاص بأقصى سرعة ممكنة لنتمكن من ترك هذه التجربة المريعة وراءنا".
وتسعى الحكومة في لندن، المسؤولة عن تأمين اللقاحات، إلى تطعيم جميع الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 50 عاما بحلول مايو وجميع السكان البالغين بحلول سبتمبر.
نهج تدريجي
وتراجعت معدلات الإصابة بشكل ملحوظ في أنحاء بريطانيا خلال الأسابيع الأخيرة، إذ مكنّت تدابير الإغلاق من السيطرة على أعداد الإصابات والحالات التي تستدعي النقل إلى المستشفيات والوفيات التي كانت ترتفع بشكل كبير في السابق.
وكشف آخر إحصاء صدر الجمعة عن المكتب الوطني للإحصاءات بشأن الإصابات الأخيرة أن عدد الإصابات الجديدة تراجع في كل منطقة تقريباً في انكلترا، حيث قدّر بأن شخصاً من كل 80 أصيب بالفيروس الأسبوع الماضي. وبلغ المعدّل مطلع يناير شخصا من 50.
في هذه الأثناء، تراجع معدّل تكاثر الفيروس إلى ما بين 0.7 و0.9، وهي أول مرة ينخفض إلى ما دون 1 منذ يوليو الماضي. ويعني ذلك بحسب المعدّل أن كل عشرة مصابين يمكنهم نقل العدوى إلى ما بين سبعة وتسعة آخرين.
ودفع تحسّن الوضع إلى دعوات لإلغاء تدابير الإغلاق مطلع مارس، رغم القلق بشأن تفشي نسخ الفيروس المتحوّرة التي قد تكون أكثر مقاومة للقاحات.
ويبدأ نظام جديد لفرض حجر صحي في الفنادق على المقيمين في بريطانيا العائدين من 33 منطقة تشهد تفشياً واسعاً لنسخ كورونا المتحورة اعتباراً من الاثنين، على الرغم من الانتقادات للخطوة على اعتبارها غير كافية ومتأخرة.
وتعهّد جونسون مراجعة جميع البيانات ذات الصلة الأسبوع المقبل، قبل وضع "خارطة طريق" حكومية للشهور المقبلة في 22 فبراير.
وقال الناطق باسمه للصحافيين: "سنضع نهجاً تدريجياً وعلى مراحل باتّجاه تخفيف القيود بشكل مستدام"، مشيراً إلى أنه سيشمل خططاً "لإعادة فتح المدارس وإعادة فتح اقتصادنا ومجتمعنا تدريجياً".
لكنه أضاف أن بريطانيا لا تزال "في وضع صعب" إذ لا تزال خدمتها الصحية التابعة للدولة تحت ضغط كبير للغاية.
"وضع أفضل"
وأشار وزراء إلى أن ضمان عودة بعض الطلبة إلى مقاعد الدراسة في الصفوف سيكون أولوية.
وأكد خبير الأوبئة نيل فيرغوسن، الذي يعد بين أبرز مستشاري الحكومة العلميين، أن بريطانيا الآن "في وضع أفضل مما كان بإمكاني توقعه قبل شهر".
وتابع أنه سيكون لدى جونسون "بعض الإمكان" لبدء إعادة فتح المدارس الابتدائية في مارس قبل تخفيف قيود أخرى الشهر المقبل.
لكنه حذّر من التسرّع. وقال فيرغوسن لموقع "بوليتيكو": "إذا خففنا القيود سريعاً بدون رؤية أثر كل مرحلة من مراحل التخفيف، فقد نكرر ما قمنا به من قبل ونخفف كثيراً ثم نرى ارتفاعاً في عدد الإصابات ونضطّر لتشديد الإجراءات مجدداً".
كما تواجه الحكومة ضغوطاً من بعض النواب. ورأى مارك هاربر الذي يترأس "مجموعة التعافي من كوفيد" التي تضم نواباً محافظين، أنه لن يكون هناك أي مبرر لفرض إغلاق فور تطعيم الفئات الأضعف.
وقال على "تويتر" إن "تطعيم المجموعات التسع الأكثر ضعفاً سيخفض وفيات كوفيد بنسبة 99% والإصابات التي تستدعي نقلها إلى المستشفيات بنحو 80%".
وأضاف: "بعد أن نحمي جميع الأشخاص الأكثر عرضة للخطر، ماذا ستكون الحجج لإبقاء أي قيود قانونية؟".