خلال العام 1817، وافق الكونغرس الأميركي على إنشاء إقليم جديد عرف بإقليم ألاباما (Alabama) عن طريق اقتطاع جانب من الأراضي من إقليم ميسيسبي (Mississippi) بالجنوب الشرقي للبلاد. وبعد مضي عامين فقط، وافق الكونغرس عام 1819 على تغيير صفة إقليم ألاباما عن طريق تحويله بشكل رسمي للولاية الأميركية الثانية والعشرين.
ويعود الفضل في هذا القرار لجانب من العوامل الهامة التي شهدتها المنطقة. فإضافة للازدهار الاقتصادي بفضل زراعة القطن، شهدت ألاباما خلال بضع سنوات فقط تضاعف عدد سكانها أكثر من عشرين مرة، تزامنا مع ارتفاع أعداد العبيد بها، ضمن ما لقّب حينها بحمى ألاباما.
إلى ذلك، تزايدت نسبة الوافدين على هذه المنطقة عقب توقيع معاهدة فورت جاكسون (Fort Jackson) يوم 9 آب/أغسطس 1814 على إثر النصر الذي حققه الجنرال والرئيس المستقبلي للولايات المتحدة الأميركية أندرو جاكسون (Andrew Jackson) على شعب الكريك (Creek) الذي مثّل أحد الشعوب الأصلية للبلاد.
وتزامنا مع ارتفاع نسبة بيع الأراضي بالمنطقة، وافق الكونغرس الأميركي رسميا يوم 3 آذار/مارس 1817 على إنشاء إقليم ألاباما واتجه لتعيين النائب عن ولاية جورجيا وليام وايت بيب (William Wyatt Bibb) حاكما على الإقليم.
وبسبب حصول المستعمرين الأميركيين، القادمين من فرجينيا وجورجيا، على قطع أراض كبيرة بألاباما مقابل مبالغ مالية زهيدة، شهدت ألاباما بداية مضاربة عقارية هائلة استمرت لسنوات عديدة وانتهت مع اندلاع الأزمة البنكية لعام 1837 التي جاءت لتتسبب في إفلاس عدد هام ممن حققوا أرباحا خيالية بالفترة السابقة.
وخلال 15 عاما فقط، تضاعف عدد سكان ألاباما، التي تحولت لولاية عام 1819، عشرين مرة. فبعد أن قدّر بنحو 9046 ساكن عام 1810، بلغ هذا العدد 144317 ساكن عام 1820 قبل أن يستقر في حدود 309527 نسمة بحلول العام 1830.
ويعود الفضل في هذا الارتفاع الديمغرافي السريع لما عرف حينها بالذهب الأبيض، أي القطن، الذي أقبل الأميركيون لزراعته بألاباما قرب نهر تومبيجبي (Tombigbee) جاعلين بذلك من ألاباما إحدى أهم الولايات الأميركية المنتجة للقطن.
فضلا عن ذلك، توافد الآلاف من اللاجئين الفرنسيين للاستقرار بألاباما قادمين من المستعمرة الفرنسية بسانت دومينغو (Saint-Domingue).
وتزامنا مع توافد المستعمرين الأميركيين عليها، ارتفع عدد العبيد بألاباما بشكل لافت للانتباه. فعام 1820، قدّر عدد العبيد بالمنطقة بأكثر من 41500. وبحلول العام 1860، استقر هذا العدد عند عتبة 435080 عبدا حسب إحصائيات تلك الفترة.
لقبت موجة الهجرة نحو ألاباما بحمى ألاباما. وفي الأثناء، عرفت هذه الموجة تراجعا طفيفا خلال العقود التالية تزامنا مع تراجع جودة الأراضي الزراعية التي افتقرت تدريجيا للأملاح الطبيعية بسبب زراعة القطن المكلفة التي تطلبت كميات هامة من الماء والمواد العضوية. وأملا في مواصلة هذه التجارة المربحة، اقترح البعض التنقل غربا أو نحو جزر الكاريبي لمواصلة زراعة القطن هنالك.