مع نهاية حرب عام 1812، دخلت الولايات المتحدة الأميركية في فترة لقبت بحقبة المشاعر الحسنة التي تميّزت بتزايد الحس الوطني لدى الأميركيين ورغبتهم في التوحد بعيدا عن التجاذبات الحزبية التي قسّمت الجميع بين مؤيدين للحزب الجمهوري الديمقراطي (Democratic-Republican Party) ومؤيدين للحزب الفيدرالي الذي انهار عقب الحرب وأوشك على الانحلال.
وأثناء الفترة الرئاسية الأولى للرئيس جيمس مونرو (James Monroe) الفائز بانتخابات 1816، عاشت الولايات المتحدة الأميركية على وقع فترة هدوء عكّرت صفوها بعض الأزمات البسيطة كالأزمة المالية لعام 1819 وأزمة نظام العبودية بالولايات والأراضي الجديدة التي تم حلّها عن طريق تسوية ميسوري (Missouri Compromise) لعام 1820.
مرشح رئيسي واحد
وبهذه الأجواء، استقبل الأميركيون انتخابات عام 1820 التي جاءت لتحدد هوية الرئيس الجديد للبلاد. وخلال اجتماعاته، لم يجد الحزب الجمهوري الديمقراطي منافسين جديرين بخوض غمار السباق الانتخابي، فوافق أعضاؤه بناء على ذلك على منح بطاقة تمثيل حزبهم بانتخابات 1820 للرئيس جيمس مونرو مفضلين بذلك ترشيحه لولاية ثانية رفقة نائبه دانييل تومبكينس (Daniel D. Tompkins).
وأثناء هذه الانتخابات، لم يواجه جيمس مونرو بمنافسة كبيرة فخلافا لكل التوقعات لم يقم الحزب الفيدرالي بتقديم أي مرشح للسباق الرئاسي مساهما بذلك في جعل هذه انتخابات عام 1820 نوعا من الانتخابات أحادية الجانب، حيث اضطر الرئيس مونرو لمواجهة عدد من السياسيين الآخرين غير البارزين حينها من أمثال جون كوينسي أدامز (John Quincy Adams).
231 صوتاً بالمجمع الانتخابي
وبسبب غياب منافس جيد لمواجهة مونرو وعدم تقديم الحزب الفيدرالي لأي مرشح، شهدت انتخابات العام 1820 إقبالا ضعيفا حيث أكد كثيرون حينها على أنها محسومة مسبقا واعتبروا عملية تصويتهم بدون قيمة.
ومع صدور النتائج، مرّ جيمس مونرو بالقرب من فوز تاريخي شبيه بذلك الذي حققه الرئيس جورج واشنطن عام 1792 عندما فاز بنسبة مئة بالمئة بالتصويت المباشر وحصد كامل أصوات الناخبين البالغ عددها حينها 132 بالمجمع الانتخابي. وفي انتخابات العام 1820، كسب مونرو أكثر من 77 ألف صوت بالاقتراع المباشر وحصد، حسب موقع مكتبة الكونغرس، 231 صوتا من إجمالي 232 بالمجمع الانتخابي حيث فضّل حينها أحد ناخبي ولاية نيو هامبشير (New Hampshire) منح صوته للمرشح الآخر جون كوينسي أدامز. وفي مقابل ذلك، واجه دانييل تومبكينس، المرشح لمنصب نائب الرئيس، معارضة بالمجمع الانتخابي فحصل على 218 صوتا من جملة 232 صوتا حيث رفض البعض منحه ثقتهم وامتنعوا عن التصويت لصالحه.