سجّلت عشرات الوفيات المفاجئة في مدينة فانكوفر الكندية في حصيلة قياسية لموجة الحرّ التي تضرب غرب البلاد وأجزاء من شمال غرب الولايات المتحدة.
فقد توفي 69 شخصاً على الأقلّ بشكل مفاجئ منذ يوم الاثنين، وفق ما أعلن مركزان للشرطة الملكية الكندية في منطقة فانكوفر بشكل منفصل اليوم الأربعاء.
درجات حرارة قياسية
وسجّلت فانكوفر منذ أيام عدة، درجات حرارة تتخطى الثلاثين مئوية، علماً بأنّ المعدّل الموسمي هو 21 درجة مئوية، كما سجّلت بلدة ليتون الواقعة شمال غرب فانكوفر مستوى قياسياً مع 47,9 درجة مئوية.
وكانت مناطق غرب كندا والولايات المتحدة قد سجلت مستويات قياسية من الحر الناجم عن "قبة حرارية" نادرة القوة أدت إلى إغلاق مدارس ومراكز تلقيح وإرجاء تصفيات مؤهلة لأولمبياد طوكيو فيما لجأ مواطنون إلى مراكز مكيفة وفرتها السلطات.
كما، نفدت مكيفات الهواء والمراوح من متاجر المنطقة في حين أقيمت مراكز في المدن للاتقاء من الحر والحصول على مشروبات.
وأصدرت هيئة البيئة الكندية في مقاطعتي بريتيش كولومبيا والبيرتا وفي بعض مناطق ساسكاتشوان ويوكون ومناطق شمال غرب البلاد تنبيهات جراء الحر.
"مرة كل عدة آلاف سنة"
وتعود موجة القيظ هذه إلى ظاهرة معروفة باسم "قبة حرارية" مع مرتفع جوي يؤدي إلى احتباس الهواء الحار في المنطقة.
وأشار خبراء الأرصاد الجوية في صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن قوة "القبة الحرارية هذه نادرة الحدوث إحصائياً ولا يمكن توقعها إلا مرة كل عدة آلاف سنة".
كذلك، أضافوا "إلا أن التغير المناخي الناجم عن النشاط البشري جعل هذه الظواهر الاستثنائية أكثر ترجيحا".
وقال نيك بوند عالم المناخ في جامعة واشنطن إن التغير المناخي يشكل "عاملا" في هذا الوضع إلا انه "ثانوي".
وأوضح "العامل الرئيسي هو ظاهرة القبة الحرارية هذه غير الاعتيادية. لكن التغير المناخي واقع وقد أدى إلى ارتفاع حرارة الأرض ما زاد من حدة هذه الظاهرة".
يذكر أن أعلى درجة حرارة مسجلة في كندا حتى الآن كانت 45 مئوية، وذلك في مدينتين في مقاطعة ساسكاتشوان في الخامس من يوليو 1937.