بسطو مسلح.. اغتيل رئيس وزراء روسيا في الحرب العالمية الأولى

أثناء فترة حكم القيصر نيقولا الثاني التي امتدت من مطلع نوفمبر 1894 لحين تنازله عن العرش منتصف مارس 1917، شهدت الإمبراطورية الروسية العديد من الاغتيالات السياسية التي أودت بحياة وزراء من أمثال ديميتري سيبياجين وفياتشيسلاف فون بليهفي وبيوتر ستولبين.

ومع رحيل القيصر عقب ثورة فبراير، استمرت عمليات الاغتيال لتطال شخصيات سياسية سابقة، كان أبرزها إيفان غوريميكين (Ivan Goremykin) الذي قتل بطريقة مسترابة أثناء عملية سطو مسلح عام 1917.

تدرج بالمناصب

إلى ذلك، ولد إيفان غوريميكين في 8 نوفمبر 1839 بمنطقة نوفغورود (Novgorod) الروسية لعائلة أرستقراطية. وأثناء مسيرته، درس الحقوق ليصبح محامياً بسانت بطرسبرغ عام 1860. ولاحقاً، حصل على منصب بالمجلس الفيدرالي وعيّن مسؤولاً على الفلاحة بكونجرس بولندا. وسنة 1866، أصبح هذا الشاب البالغ من العمر 26 عاماً حينها نائب حاكم منطقة بلوك (Płock) البولندية حيث مكث لنحو 3 سنوات قبل أن ينقل نحو مدينة كيلسي (Kielce) بجنوب شرقي بولندا.

وسنة 1891، عيّن غوريميكين كمساعد بوزارة العدل قبل أن يصبح عام 1895 وزيراً للداخلية تزامناً مع صعود نيقولا الثاني على عرش روسيا عقب وفاة والده القيصر نيقولا الثالث (Alexander III) مطلع نوفمبر 1894.

في الأثناء، اتجه غوريميكين للقيام بالعديد من الإصلاحات صلب الإدارة بوزارة. كما عمد أيضاً لدعم المجالس المحلية متسبباً بذلك في غضب العديد من النبلاء والأمراء الذين ضغطوا عليه وأجبروه على تقديم استقالته سنة 1899. كذلك جلب لنفسه عداء العديد من المحيطين به الذين عارضوا سياسته. فضلاً عن ذلك، شهدت فترته على رأس الوزارة عملية طرد الكاتب الروسي الأناركي فلاديمير تشيرتكوف (Vladimir Chertkov) نحو إنجلترا.

عملية اغتيال مسترابة

يوم الخامس من مايو 1905، استدعي غوريميكين من قبل القيصر الروسي نيقولا الثاني ليشغل منصب رئيس الوزراء خلفاً لسيرغي ويت. ومن خلال هذا القرار، آمن نيقولا الثاني بولاء غوريميكين وانتصاره لقضايا البلاط الإمبراطوري على حساب مجلس الدوما. ومع فشله في التعامل مع المجلس، أجبر غوريميكين على تقديم استقالته من هذا المنصب بعد 3 أشهر فقط.

وقبل أشهر من بداية الحرب العالمية الأولى، استدعي غوريميكين من قبل القيصر ليشغل مجدداً منصب رئيس الوزراء وسط معارضة شديدة من قبل عدد هام من الوزراء والأمراء. وفي خضم النزاع العالمي الذي اندلع عقب حادثة سراييفو، دعا غوريميكين القيصر نيقولا الثاني للتخلي عن فكرة قيادة الجيش الإمبراطوري وحثه على البقاء بالعاصمة سانت بطرسبرغ وعدم مغادرتها لتقليص نفوذ كل من الإمبراطورة ألكسندرا والراهب راسبوتين.

سطو مسلح

غير أنه يوم 2 فبراير 1916، أجبر غوريميكين على تقديم استقالته مرة أخرى ليتم تعويضه بالسياسي المحافظ بوريس ستورمر (Boris Stürmer). فأثناء فترته، اضطر هذا السياسي لمواجهة العداء المتزايد له من قبل البلاط الإمبراطوري. ودون قصد، تسبب غوريميكين في تأجيج الاضطرابات التي عاشت على وقعها البلاد حينها.

وعلى إثر ثورة فبراير 1917، اعتقل إيفان غوريميكين من قبل الشرطة الروسية ليمثل أمام لجنة خصصت للتحقيق في المخالفات والجرائم المرتكبة بالفترة القيصرية. وبتدخل من الوزير الجديد كيرينسكي، أفرج عن غوريميكين الذي قبل بعملية نفيه نحو منزله بسوتشي.

ويوم 24 ديسمبر 1917، تعرض منزل هذا الوزير السابق لعملية سطو مسلح مسترابة. حيث هاجمت مجموعة مسلحة إقامته بسوتشي وعمدت لقتله رفقة كل من زوجته وابنته.

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: