بطرق غريبة.. حاول مؤسس الصين الشعبية إصلاح البلاد

عقب النصر العسكري الذي حققه الحزب الشيوعي الصيني على قوات الكومينتانغ (Kuomintang) التي سرعان ما غادرت نحو جزيرة تايوان، أعلن الزعيم الشيوعي الصيني، ماو تسي تونغ، مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر 1949 عن قيام جمهورية الصين الشعبية على بر الصين الرئيسي، مؤكداً على بداية عهد جديد بالمنطقة تميّز في الغالب بطابعه الدموي.

ففي خضم فترة حكمه، تسبب ماو تسي تونغ في وفاة أكثر من 50 مليون شخص قضى كثير منهم إما بسبب المجاعة أو عن طريق الإعدامات، أو بسبب الإرهاق داخل مراكز العمل القسري.

وأثناء وجوده في الحكم، الذي استمر لأكثر من ربع قرن، اشتهر الزعيم الصيني بقراراته الغريبة التي جاءت لتثير ذهول العالم، فإضافة لحادثة إجبار شعبه على تقديس فاكهة المانجو، لجأ ماو تسي تونغ لاعتماد جملة من الإجراءات الغريبة الأخرى بحجة دفاعه عن حقوق العمال والطبقات الفقيرة.

تجريم جمع الطوابع البريدية

فقد رفض ماو تسي تونغ كل ما من شأنه أن يرمز للبورجوازية، وفي بعض الأحيان، اتخذت البورجوازية هيئة الأثرياء وأصحاب الأراضي، بينما اتخذت في أحيان أخرى هيئة عدد من مظاهر الحياة اليومية والهوايات كهواية جمع الطوابع البريدية.

ومثّل جمع الطوابع البريدية بالنسبة لماو تسي تونغ هواية مكروهة، اعتمدها الأثرياء القادرون على اقتناء أعداد كبيرة منها.

وتزامناً مع بداية الثورة الثقافية بالبلاد، حرّم ماو تسي تونغ على الصينيين ممارسة هذه الهواية وهدد بمعاقبة كل من يخالف ذلك.

وقد ظلت هذه الهواية محرمة على الصينيين لحين وفاة ماو تسي تونغ عام 1976 ونهاية فترة حكمه حيث وافق حينها القادة الجدد للصين على تخفيف مثل هذه الإجراءات الغريبة التي اعتمدها ماو سابقا.

سور الصين العظيم

أثناء فترة السبعينيات، أكد ماو تسي تونغ رفقة العديد من مساعديه عن عدم حاجتهم لتخصيص مبالغ مالية لتوفير مواد البناء للصينيين. وبدلا من ذلك، دعا ماو شعبه لاستعارة الحجارة الموجودة بعدد من المعالم والمباني القديمة كسور الصين العظيم.

إلى ذلك، لجأ كثير ممن أقاموا قرب السور لاقتلاع جانب من الأحجار الموجودة به واستغلوها في إعادة تهيئة منازلهم كما استخدم جزء منها في بناء سد.

النمر عدو للشعب والثورة

خلال العام 1959، ضاق ماو تسي تونغ ذرعا من شكاوى الفلاحين بخصوص تعرضهم لهجمات من قبل بعض الحيوانات المفترسة النمور والذئاب التي فتكت في كثير من الحالات بالماشية وكبدتهم خسائر جمّة.

وفي خضم حملته ضد ما أطلق عليها بالآفات التي هددت مستقبل الصين، أمر ما تسي تونغ الصينيين بإبادة كل هذه الحيوانات التي هددت الفلاحين وعلى رأسها النمور.

وخلال فترة وجيزة تعدت بالكاد الخمس سنوات، تسببت سياسة ماو تسي تونغ في إبادة حوالي 75%من النمور المعروفة باسم ببر جنوب الصين، كما كادت أن تتسبب في انقراضها بشكل كامل.

إشارات مرور معادية للثورة

خلال فترة حكم ماو تسي تونغ، اتجهت قوات الحرس الأحمر للبحث عن كل ما من شأنه أن يسيء أو يمس الثورة الصينية.

إلى ذلك، مثّل اللون الأحمر لون الثورة بالنسبة للصينيين واعتمد للإشارة للعديد من الأشياء الثورية بداية من الكتاب الأحمر لماو تسي تونغ.

كما لاحظ أثناء شهر أيلول/سبتمبر 1966، عدد من قادة الحرس الأحمر الصيني توقف السيارات والعربات أثناء ظهور اللون الأحمر بإشارات المرور بالطرقات. إلى ذلك، صنّفت عملية التوقف أثناء اللون الأحمر بالفكرة المعادية للثورة. وأملا في تغيير هذا الأمر، اتجه عدد من قادة الحرس الأحمر لتغيير إشارات المرور بهدف السماح للسيارات بالمرور أثناء ظهور اللون الأحمر والتوقف عند اللون الأخضر.

وقبيل اعتماد هذا الإجراء الغريب الذي كان من الممكن أن يتسبب في كوارث بالطرقات، تدخل الوزير الصيني تشو إنلاي (Zhou Enlai) وأجهض هذه التوجهات الغريبة للحرس الأحمر.

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: