بطل أنقذ الأسطول السوفيتي.. وكافأه السوفيت بالإعدام

في خضم الحرب العالمية الأولى، اقتربت السفن الحربية الألمانية من ميناء هلسنكي (Helsinki) للتدخل بالحرب الأهلية الفنلندية ووضع حد للحرس الأحمر الشيوعي. وفي خضم هذه الأحداث، تواجد أسطول البلطيق السوفيتي، المحايد، على مقربة من الميناء حيث تأخرت سفنه في العودة أدراجها بسبب حالة الطقس الرديئة التي رافقت نهاية فصل الشتاء.

وعلى الرغم من إبرامهم لمعاهدة برست ليتوفسك التي أسفرت عن خروج السوفيت من الحرب العالمية الأولى، اتجه الأسطول الألماني للسيطرة على سفن أسطول البلطيق السوفيتي الذي تمكّن من النجاة بأعجوبة بفضل تدخل الكابتن ألكسي شستني (Alexey Schastny).

خياران صعبان

وطيلة سنوات الحرب العالمية الأولى، تعرّض أسطول البلطيق الروسي، الذي تحوّل فيما بعد لأسطول البلطيق السوفيتي، لنكسات عديدة أدت لتدمير العديد من سفنه وانهيار الانضباط بين صفوف جنوده الذين تراجع عددهم بشكل ملحوظ مقارنة بالعام 1914.

وتزامنا مع استقلال فنلندا خلال شهر كانون الأول/ديسمبر 1917، أجبر الروس على مغادرة الأراضي الفنلندية للعودة أدراجهم نحو قواعدهم بروسيا التي شهدت نجاح الثورة البلشفية واستيلاء فلاديمير لينين وأنصاره على السلطة. وبسبب صعوبة الملاحة والإبحار بخليج فنلندا خلال هذه الفترة من العام، فضّل أسطول البلطيق الروسي التريّث قليلا وانتظار ذوبان كميات الجليد بالمنطقة للعودة نحو أرض الوطن.

ومع اقترابهم من المنطقة وضع الألمان، على الرغم من وجود اتفاقية سلام بينهم وبين البلشفيين، خطة جديدة سعوا من خلالها لمحاصرة أسطول البلطيق الروسي والاستيلاء على سفنه عن طريق منعه من الالتحاق بميناء مدينة كرنشتات (Kronstadt). ومع تدخلهم بشبه جزيرة هانكو الواقعة على بعد 80 كلم من هلسنكي، تيقّن الألمان من نجاحهم في الإيقاع بالأسطول الروسي الذي حوصر بين السفن الألمانية والجليد.

وأمام هذا الوضع، خيّر البلشفيون الكابتن ألكسي شستني بين خيارين كان أولهما تخريب وإغراق جميع سفن اسطول البلطيق أو إيجاد مخرج لإعادة الأسطول نحو روسيا.

أعدم بعد شهرين فقط

إلى ذلك، فضّل ألكسي شستني اعتماد الخيار الثاني وإنقاذ أسطول البلطيق الروسي. وأواخر شهر آذار/مارس 1918، أصدر هذا الكابتن الروسي أوامر جريئة أمر من خلالها كاسحات الجليد بفتح طريق عبر الجليد استغله، في مرحلة أولى، لإجلاء 6 بوارج حربية مثّلت أهم مكونات الأسطول. وخلال المرحلة الثانية، أمر شستني بإجلاء جزء آخر من أسطول البلطيق قبل أن يركب بنفسه إحدى آخر السفن التي رحلت عن هلسنكي يوم 11 نيسان/أبريل من نفس العام.

بفضل هذه المهمة الجريئة، عاد الكابتن ألكسي شستني نحو روسيا يوم 20 نيسان/أبريل 1918 رفقة 6 بوارج حربية و5 طرّادات و59 مدمرة و12 غواصة ليتحوّل بفضل ذلك لبطل قومي ويعيّن أميرالا بلشفيا.

وبسبب استقبال الأبطال الذي حظي به والشعبية الهائلة التي حصل عليها في صفوف البحرية، تحوّل ألكسي شستني لعدو في نظر المسؤول البلشفي عن الجيش والبحرية، ومؤسس الجيش الأحمر، ليون تروتسكي (Leon Trotsky).

وأملا في إنهاء مسيرة هذا الأميرال ووضع حد لشعبيته المقلقة، استغل تروتسكي شعبيته ومركزه السياسي الهام بالبلاد ليوجه تهمة الخيانة لشستني الذي سرعان ما حوكم وأعدم رميا بالرصاص يوم 22 حزيران/يونيو 1918 أي بعد مضي شهرين فقط على مهمته البطولية لإنقاذ اسطول البلطيق.

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: