يرفض دائما أن يضع نفسه في مقارنة أو منافسة مع أي شخص آخر، ولا يهتم بهذا النوع من المنافسات، حيث يتساءل دائما كيف تكون هناك منافسة بين أعمال تقدم رؤى مختلفة. فهو يهتم فقط بأن يقدم دوره بشكل جيد، ويترك الباقي لرأي الجمهور.
إنه الفنان شريف سلامة الذي تصدر التريند ومؤشرات البحث على "غوغل" خلال الأيام القليلة الماضية بسبب دوره في مسلسل "فاتن أمل حربي"، والذي راهن الكثيرون عليه.
وقد أكد في حواره مع "العربية.نت" أن "سيف الدندراوي" هو نموذج للعديد من الرجال الموجودين في مجتمعنا، وكشف العديد من التفاصيل عن كواليس المسلسل.
*حدثنا عن العمل من وجهة نظرك؟
**نناقش قضايا كثيرة مهمة، لكن القضية الأساسية هي حضانة الأطفال والصراع الدائر بين الوالدين والتي تنعكس على الأطفال بشكل أساسي من خلال قصة الزوجين "سيف الدندراوي" و"فاتن أمل حربي". فالخلاف الذي ينشأ بينهما وعناد الرجل وتحكمه وطغيانه، وضغطه على الأم من خلال الأطفال، يدفع هذه الأخيرة لأن تلجأ إلى القانون الذي غالبًا ما يكون في صف الرجل. كما أن "سيف" هو من الأشخاص الذين يعتبرون أن من حقه كل شيء وأن المرأة هي مجرد تابع له لا أكثر. فهو رجل لا يقوم بواجباته ومسؤولياته تجاه عائلته، ويطلب ما يعتقد أنه من حقه وهو لا يملك شيئاً من الإنسانية.
*وكيف ترى شخصية "سيف الدندراوي"؟
**هي شخصية صادمة للجميع ولي أنا أيضا، لكنه مهم جداً، لأنه موجود في المجتمع، يظهر من خلاله فهم البعض بطريقة خاطئة لكثير من أمور الحياة والعلاقات الزوجية. فالعمل يلقي الضوء على هذه النوعية من الرجال الذين نجدهم في مجتمعاتنا، إلى جانب أننا سنرى وجهات نظر غريبة ومختلفة لبعض الأمور من خلال الشخصية.
*وما الذي حمسك لقبول شخصية "سيف"؟
**وافقت على الدور للعديد من الأسباب، أولها وجود المخرج ماندو العدل، لأنه مخرج واعٍ، ويقدم الواقع دائمًا، وأتمنى إن أكون عند حسن ظنه. بالإضافة لشركة "العدل غروب" التي تقدم موضوعات مهمة ومتفردة. بالإضافة إلى أن العمل من تأليف إبراهيم عيسى. كل ذلك حمسني للمشاركة نظرًا لطبيعة الموضوعات التي نناقشها في المسلسل، فهو دوما يناقش قضايا مهمة، ويسعدني التعامل معه من خلال أول كتاباته الدرامية في التلفزيون.
*وماذا عن تعاونك مع نيللي كريم؟
**نيللي من أجمل وأشطر الفنانات اللواتي تعاملت معهن فى المهنة بشكل عام، وأنا في الحقيقة سعيد جدا بالعمل معها في هذا المسلسل، فهي متفانية ومتواضعة وتعمل على نجاح أعمالها، لأن ما يهمها هو الناتج العام للمسلسل وليس طبيعة دورها فقط. وبعيداً عن هذا وذاك، فهي تتمتع بنفسية صافية لا تشوبها شائبة، لأن الإنسان قد يؤخذ من مجهوده بسبب النفسيات الصعبة التي يواجهها.
*وكيف كانت كواليس مشاهد الضرب خاصة وأنه ظهر علي الشاشة وكأنه حقيقي؟
*لم تتعرّض نيللي لأي إصابات جراء الضرب كما أُشيع على مواقع التواصل الاجتماعي، ف"سيف الدندراوي" هو من يقوم بضربها وليس أنا، فالمسألة مجرد تمثيل لا أكثر، وهناك مشاهد كثيرة اعتمدت على المؤثرات الصوتية وخيال المشاهد. ولكن أعتقد ذات مرة قالت لي "أنت بتضرب بجد يا شريف"، وأعتقد أنه من الجيد أن تشعر بالخوف، لأن في المشاهد يجب أن تشعر "تونة" بالخوف من "سيف"، وأعتقد أن الجمهور لمس مدى التواصل والانسجام بيني وبين نيللي كريم، وهي فنانة واعية وذكية وإحساسها صادق.
*وكيف كانت استعداداتك لتجسيد الشخصية؟
**تعاملت مع أكثر من شخص يتصرفون مثل "سيف"، وراقبت هؤلاء ورأيت انفعالاتهم ومبرراتهم، وحاولت الشعور بما يشعرون به، وأتمنى أن أكون نجحت فى ذلك. ورأيت في الشارع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد كثيرة لرجال يضربون زوجاتهم، آخرهم الشخص الذى خرج واعتذر لزوجته بعدما ضربها فى الشارع، ولم يكن يعلم أن القانون يعاقب على تلك الأفعال. ولكن سيناريو إبراهيم عيسى كان الأساس أثناء تحضيرى للشخصية، بالإضافة إلى رؤية وتحضيرات المخرج ماندو العدل.
*كان رد الفعل على الشخصية هو "الشتيمة".. فما رأيك؟
**(ضاحكا) بالتأكيد، وهي المرة الأولى التي أفهم فيها معنى أنه طالما "اتشتمت" فهو دليل على النجاح. لذا أعتبر أن ردود الأفعال حول شخصية "سيف" أسعدتني، والإجماع على كراهية شخصية درامية يؤكد اقتناع الناس بأنني تحولت إلى "سيف" بالفعل أمام الكاميرات، والحقيقة أنني لم أتوقع هذا النجاح الكبير، وستزداد كراهيتهم لهذه الشخصية العنيفة القاسية مع الأيام.
*عندما عرض عليك السيناريو ألم تتخوف من تقديم تلك الشخصية؟
**لم أقلق من ذلك ولم يشغل تفكيري، لأنني قدمت شخصيات كثيرة تعلق بها الجمهور وأحبها، فأنا أسعى باستمرار إلى أن لا أقدم دوراً بعينه، ولكنى أحب أن أقدم دوراً مميزاً، ثم أقدم شخصية بعيدة عنه فيما هو قادم. فأنا أرفض تقديم دور الرومانسي الهادئ "اللي البنات بتحبه" طيلة الوقت، ولكني أبحث دوماً عن عمل يفيد الناس ويعبر عن الواقع الذي نعيشه.
*من وجهة نظرك، هل من الممكن أن يُحدث المسلسل ضجة وتغييراً فى قانون الأحوال الشخصية؟
*قد يكون هذا الأمر وارداً، ومن الممكن أن يثير المسلسل جدلاً على السوشيال ميديا. فأنا أقدم هذا العمل من أجل المرأة، فهي الأم والأخت والزوجة والصديقة، وأتمنى أن تعيش المرأة حالة راحة فى حياتها، بدون ضغوط من المجتمع.
*حدثنا عن التعاون مع فادية عبدالغني وعودتها من جديد للدراما؟
**تجسد دور والدتي، وأرى دورها مهماً ومحورياً بحسب الأحداث، فهي شخصية حساسة ومختلفة ورقيقة، وسعيد بالتعاون معها خلال أحداث المسلسل، بالإضافة إلى الفنانة هالة صدقي، فهى فنانة عبقرية وأعشق تمثيلها، وسوف تكون مفاجأة للجمهور خلال الحلقات المقبلة.
*بعيداً عن السباق الرمضاني، ماذا عن مسلسل "ورق التوت" مع المخرج حسام علي؟
**انتهيت من تصويره منذ فترة، والمسلسل مكون من 45 حلقة، ومن المقرر أن يتم عرضه بعد السباق الرمضاني. فهو يدور فى إطار تشويقي اجتماعي، ويجمع بين عدد من النجوم الشباب منهم أسماء جلال وثراء جبيل.
*ابتعدت عن السينما لمدة عامين بعد فيلم "الصندوق الأسود".. فما السبب؟
**أرفض أعمالاً كثيرة، وأنتظر تقديم عمل يعيش لسنوات ويحترم المشاهدين وفكرهم، لأننا مسؤلون عن المشاهدين وقراراتهم، فبيدنا إما أن ندمرهم أو نوجههم؛ على حسب الثقافة التي نقدمها.