خلال الأيام القادمة تستعد الولايات المتحدة الأميركية لإحياء الذكرى الثمانين للهجوم الياباني على قاعدة "بيرل هاربر" بعرض المحيط الهادي.
فبعد أشهر من الخلافات الدبلوماسية بين الطرفين، فضّلت إمبراطورية اليابان يوم 7 ديسمبر 1941 شن هجوم مباغت ضد الولايات المتحدة الأميركية متسببة بذلك في انتقال النزاع العالمي نحو ساحة المحيط الهادئ. وخلال الساعات التي تلت هذا الهجوم على "بيرل هاربر"، باشر اليابانيون تدخلا عسكريا ضد الممتلكات الأميركية بالفلبين وغوام والمستعمرات البريطانية بماليزيا وسنغافورة وهونغ كونغ.
وإضافة لعدد القتلى الذي قدّر بأكثر من ألفين، دمّر اليابانيون عددا من السفن الأميركية الرابضة بقاعدة "بيرل هاربر". وخلال الأيام التي تلت الهجوم، باشر الأميركيون بمهمة سحب هذه السفن لإصلاحها وإعادتها للخدمة.
خسائر جسيمة
وخلال 30 دقيقة فقط من القصف يوم 7 ديسمبر 1941، ألحق اليابانيون أضرارا بالقطع الحربية الأميركية بـ"بيرل هاربر". فمع نهاية الهجوم، دمرت يو أس أس أريزونا (USS Arizona) بشكل كامل وانقلبت يو أس أس أوكلاهوما (USS Oklahoma) بينما تعرضت يو أس أس وست فرجينيا (USS West Virginia) ويو أس أس كاليفورنيا لأضرار جسيمة وغاصت يو أس أس نيفادا نحو القاع (USS Nevada).
وإضافة لهذه البوارج الخمس، ألحق الهجوم الياباني أضرارا بالعديد من السفن الأخرى حيث أحصى الأميركيون حينها خراب 3 طرادات و3 مدمرات إضافة للعديد من السفن الصغيرة الأخرى. ولحسن حظ البحرية الأميركية حينها، تعرّضت المدمرة يو أس أس بنسلفانيا لأضرار طفيفة بينما نجت يو أس أس تينيسي ويو أس أس ميريلاند من الهجوم.
عودة البوارج الحربية للخدمة
وعقب الهجوم، اتجه المسؤولون بـ"بيرل هاربر" لإخراج وإصلاح السفن التي دمّرها اليابانيون. وفي غضون 3 أشهر، تمكن الأميركيون بحلول فبراير 1942 من اصلاح سفن عدّة كيو أس أس بنسلفانيا والطرادات هونولولو وهيلينا.
وبالنسبة للبوارج الخمس، اتجه الأميركيون بعد أسبوع واحد من الهجوم لإصلاحها وإعادتها للخدمة. وقد تمكّنت البحرية الأميركية من بعث لجنة بقيادة الكابتن هومر والين (Homer N. Wallin) لإنجاح هذه المهمة. في الأثناء، حققت هذه اللجنة أهم نجاح لها خلال شهر فبراير 1942 عندما تمكنت من استخراج يو أس أس نيفادا من القاع استعدادا لإصلاحها. وقد استغرقت الأشغال لإصلاح يو أس أس نيفادا أشهرا قبل أن تعود مجددا للخدمة بالبحرية الأميركية أواخر العام 1942.
وبينما كللت جهود إنقاذ يو أس أس كاليفورنيا ويو أس أس وست فرجينيا بالنجاح، عجز الأميركيون عن إنقاذ البارجتين يو أس أس أوكلاهوما ويو أس أس أريزونا. وبناء على تقديرات تلك الفترة، نفّذت فرق الإنقاذ أكثر من ألفي غطسة كما قضى أفرادها ما يزيد عن 20 ألف ساعة تحت الماء أثناء عملية استرداد هذه السفن المدمرة.
وخلال الأشهر التالية من الحرب العالمية الثانية، عادت يو أس أس نيفادا لتشارك بإنزال نورماندي خلال شهر يونيو 1944 حيث قصفت الأخيرة المواقع الألمانية وكبدت العدو خسائر جسيمة. وفي الأثناء، شاركت كل من يو أس أس كاليفورنيا ويو أس أس وست فرجينيا ويو أس أس بنسلفانيا ويو أس أس تينيسي في استعادة الفلبين من قبضة اليابانيين.