سجلت كلمة المروحية، الهليكوبتر (helicopter)، ظهورها بشكل رسمي خلال العام 1861 بفضل المخترع وعالم الآثار الفرنسي غوستاف دي بونتون داميكورت (Gustave de Ponton d'Amécourt) الذي اقتبس هذا الإسم من اللغة اليونانية. وقبل ذلك بنحو 4 قرون، وضع العالم الموسوعي الإيطالي ليوناردو دا فينشي رسوما وتصاميم لآلة ميكانيكية شبيهة للمروحية. إلى ذلك، لم تتجاوز مروحية دا فينشي حينها التصاميم وضلت حبرا على ورق.
وما بين أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، لم يتردد عدد من المخترعين في ابتكار آلات وأجهزة حاولوا من خلالها تحقيق حلم البشر بالطيران مع الطيور. ومن ضمن هؤلاء المخترعين، حاول البعض العمل على تطوير المروحية للطيران.
جهاز جيروبلان 1
خلال العام 1907، تمكن المخترع الفرنسي لويس بريغيت (Louis Breguet) من ابتكار أول جناح دوّار بالتاريخ. ويوم 29 أيلول/سبتمبر 1907، اتجه هذا الشاب البالغ من العمر 27 عاما لتجربة اختراعه بمنطقة دوواي (Douai) بمساعدة صديقه شارل ريشيت (Charles Richet).
وقد ركب السائق والمغامر موريس فوليمار (Maurice Volumard) هذا الجهاز، الملقب بجيروبلان 1 (Gyroplane 1)، المزود بأربعة أجنحة دوّارة بلغ قطر الواحدة منها 8.1 أمتار أثناء التجربة. فضلا عن ذلك، بلغ وزن هذا الجهاز 580 كلغ وزوّد بمحرك بلغت قوته 50 حصان.
وخلال التجربة، ارتفع جهاز جيروبلان 1 نحو متر ونصف عن سطح الأرض واضطر للإستعانة بأربعة أشخاص وقفوا بجواره وأمسكوا به لمساعدته على عدم فقدان التوازن.
إنجازات تاريخية ونهاية تعيسة
وبعد بضعة أسابيع فقط، اتجه مخترع فرنسي آخر للقيام بإنجاز تاريخي في مجال الطيران اعتمادا على الطائرات المروحية. فقرب منطقة كوكنفيليا (Coquainvilliers) يوم 13 تشرين الثاني/نوفمبر من نفس العام، أقدم المخترع والميكانيكي باول كورنو (Paul Cornu) على تجربة جهازه الذي امتلك بطرفيه مروحتين، زودتا بشفرات أفقية طويلة مغطاة بالحرير، بلغ قطر الواحدة منهما 6 أمتار. ولضمان طيرانه بشكل جيد، فضّل كورنو تزويد جهازه هذا بمحرك بلغت قوته 24 حصانا.
وعقب تجارب عدّة، حقق هذا الجهاز إنجازا تاريخيا فارتفع عن سطح الأرض نحو متر ونصف لفترة وجيزة حافظ خلالها على توازنه بشكل جيد دون الحاجة لأية مساعدة.
بعد نحو عام، صمم المخترع لويس بريغيت جهاز جيروبلان 2 الذي امتلك اثنين من الدوارات المائلة بالأمام. وبفضل جهازه جيروبلان 2، تمكّن بريغيت من الإرتفاع 4 أمتار عن سطح الأرض وقطع مئات الأمتار قبل أن تتحطم مروحيّته بسبب سوء الأحوال الجوية.
خلال فترة الحرب العالمية الثانية، عرف المخترع الفرنسي باول كورنو نهاية تعيسة. فأثناء يوم 6 حزيران/يونيو 1944 الذي يصادف بداية إنزال نورماندي، تعرّض منزل كورنو بمنطقة ليزيو (Lisieux) لقصف شنته طائرات الحلفاء. وبسبب ذلك، توفي الأخير في الثانية والستين من العمر ودفن تحت أنقاض منزله رفقة العديد من تصاميم المروحيات التي يعود تاريخها لمطلع القرن العشرين.