حكم جوزيف ستالين الاتحاد السوفيتي بقبضة من حديد لنحو ربع قرن وتسبب في مقتل ما يزيد عن 20 مليون شخص.
لكن يوم 5 آذار/مارس 1953، بلغت فترة حكمه نهايتها تزامنا بوفاته عن عمر ناهز 74 عاما.
فعلى مدار ربع قرن، حكم ستالين، الملقب بالرجل الحديدي والأب الصغير للشعوب، الاتحاد السوفيتي بقبضة من حديد ولم يتردد في التخلص من أعدائه السياسيين المحتملين والرافضين لسياسته إما عن طريق إعدامهم أو إرسالهم لمراكز العمل القسري بالمناطق النائية من البلاد.
وأثناء عهده مرت الجمهوريات التي كوّنت الاتحاد السوفيتي بإحدى أكثر الفترات الدموية بتاريخها حيث أسفرت سياسة الرجل الحديدي عن وفاة ما لا يقل عن 20 مليون شخص.
تدخين.. وجلطة دماغية
لكن صحته بدأت في التدهور منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حيث عانى من التصلب العصيدي، المصنف كأحد أنماط تصلب الشرايين، بسبب التدخين.
كما أثار تعرضه لجلطة دماغية خفيفة أثناء موكب يوم النصر بموسكو عام 1945، قلق رفاقه الحاضرين.
كذلك، عاني بحلول شهر تشرين الأول/أكتوبر من نفس العام، من نوبات قلبية أجبرته لوهلة على الابتعاد عن مكتبه وأخذ قسط من الراحة.
ويوم 28 شباط/فبراير 1953، تواجد ستالين بمسرح البلشوي (Bolshoi) بموسكو لمتابعة عرض باليه بحيرة البجع. وقبل نهاية العرض بفترة وجيزة، فضّل مغادرة المسرح للقاء عدد من رفاقه. وعلى حسب رواية نيكيتا خروتشوف (Nikita Khrushchev)، استدعى ستالين كلا من مالينكوف وبيريا وبولغانين وخروتشوف لمناقشة عدد من القضايا وشرب الكحول.
لكن مع نهاية لقائه مع رفاقه، توجّه لغرفته في حدود الساعة الرابعة صباحا وأمر حراسه بعدم إزعاجه وطرق باب غرفته لحين سماع صوته وهو يستيقظ من النوم.
إلا أنه قضى ستالين كامل يوم 1 آذار/مارس داخل غرفته دون أن يصدر أي صوت مثيرا بذلك قلق حراسه ومساعدوه الذين تخوّفوا من ردة فعله في حال فتحهم للباب.
لذا وفي حدود الساعة الحادية عشرة مساء من نفس اليوم، دخلت إحدى الخادمات غرفة ستالين لتتفاجأ به ملقى على الأرض مرتديا ثياب النوم وفاقدا للوعي.
وفاة ستالين
وعلى مدار ساعات، تخوّف الحاضرون من الاقتراب من ستالين وطلب مساعدة الأطباء. لكن في حدود الساعة السابعة صباحا من اليوم التالي، حلّ لافرينتي بيريا (Lavrentiy Beria) على عين المكان مع عدد من الأطباء الذين فحصوا ستالين وتحدّثوا عن إصابته بسكتة دماغية نزفية تزامنا مع معاناته من ارتفاع شديد لضغط الدم وخزل شقي.
وعلى مدار اليومين التاليين، قدّم الأطباء العديد من الأدوية للرجل الحديدي الذي ظل فاقدا للوعي قبل أن يفارق الحياة في حدود الساعة التاسعة وخمسين دقيقة مساء يوم 5 آذار/مارس 1953.
لكن خلال السنوات التي تلت رحيله، ظهرت العديد من القصص حول إمكانية تسميمه من قبل رفاقه السياسيين من أمثال مولوتوف وبيريا.
وصباح يوم 6 آذار/مارس 1953، أعلن المسؤولون السوفيت للعالم وفاة جوزيف ستالين، ما أثار هذا الخبر ردود فعل متضاربة.
فبينما عبّر البعض عن سعادتهم لرحيله مؤكدين على بداية عهد جديد أقل دموية من السابق متفائلين بإمكانية نهاية الحرب الباردة، عبّر آخرون عن عميق حزنهم ووصفوا ستالين بمنقذ أوروبا والعالم من النازية.
وعقب تشريحها، نقلت جثته لتحنّط وتعرض على عامة الناس، الذين تجمهروا لإلقاء النظرة الأخيرة عليه، لمدة 3 أيام بقاعة الأعمدة في مجلس النقابات.
ويوم 9 آذار/مارس، نقلت الجثة نحو الساحة الحمراء قبل أن تدفن بضريح لينين. إلى ذلك، شهدت الجنازة عمليات تدافع بين الحاضرين أسفرت عن مقتل أكثر من 100 شخص. وأثناء دفن جثته، شهد الاتحاد السوفيتي لحظة صمت كما دقت أجراس الكرملين ودوت صفارات الإنذار بالبلاد.