تملك البنوك المركزية عادة موجودات وأصولا من احتياطات مالية وعقارات ومعادن، وما شابه. أما "بنك إنجلترا" المركزي، فاكتشف قبل مدة أنه كان يملك 599 عبدا في سبعينات القرن الثامن عشر، ممن شملهم في معرض عن ماضيه الاستعماري، يقيمه منذ الاثنين الماضي، لتكريم كل منهم.
وكان البنك الذي اعتذر قبل عامين عن دوره بتجارة الرقيق "اعتقادا بأنه لم يكن متورطا بشكل مباشر فيها"، كلف العام الماضي مؤرخا من جامعة University of Sheffield الإنجليزية، متخصصا بتجارة الرقيق، للتنقيب في أرشيفه وماضيه، فاكتشف البروفسور Michael Bennett أن شركة تجارية كان اسمها Alexander and Sons تعثرت عن دفع قروض للبنك، فصادر مزرعتين تملكهما في مقاطعة غرناطة بالجنوب الأندلسي الإسباني "مع ما فيهما من قوى عاملة مستعبدة" إشارة إلى عبيد أصبحوا من أصول البنك حتى قام في 1790 ببيع المزرعتين.
ويعرض البنك في المعرض الذي يقيمه بعنوان Slavery & the Bank في متحفه الواقع بمقره في لندن، قائمة بأسماء عبيد المزرعتين، ويعترف بأن "من الصعب اقتفاء أثر حياة كل منهم، لكن من المهم التفكير في الكيفية التي تشكلت بها الثروة التي أوجدوها (بعملهم) في تطور بريطانيا" ويذكر في المعرض، أن كل مستعبَد تم منحه اسما أوروبيا، مع ثمنه، وأغلاهم واحد اسمه بيار، كان سعره 330 جنيها. أما الأرخص بثمن لا يزيد عن 30 إسترلينيا، فآخر اسمه ميشال.
واكتشف المؤرخ بينيت، أن روابط "بنك إنجلترا" بالعبيد والعبودية "وصلت حتى القمة" إلى درجة أن محافظه بأوائل القرن الثامن عشر، وهو Humphry Morice الراحل في 1731 بعمر 60 عاما، كان يشارك بدءا من 1704 بشكل مكثف بتجارة الرقيق، بحسب ما ألمت به "العربية.نت" مما ذكرته صحيفة "التايمز" البريطانية بخبرها اليوم عن المعرض، وفيه ذكرت أن موريس نشط بعد إلغاء البرلمان البريطاني احتكار شركة Royal African Company لتلك التجارة، وقام بتمويل 103 رحلات، نقلت بعقود أكثر من 30 ألف رجل وامرأة وطفل من الأفارقة إلى حياة العبودية.