خلال فترة الحرب العالمية الثانية، لم يتردد الفاشيون الإيطاليون بقيادة الدوتشي بينيتو موسوليني في التحالف مع النازيين. فمنذ منتصف الثلاثينيات، ساهم التقارب الألماني الإيطالي في ظهور حلف مناهضة الكومينترن الذي سرعان ما تطور ليسفر عن ظهور تحالف عسكري بين دول المحور المتمثلة في كل من ألمانيا وإيطاليا واليابان.
ويوم 10 يونيو 1940، لم يتردد موسوليني في إعلان الحرب على كل من فرنسا وبريطانيا، مؤكداً بذلك دخول بلاده الحرب العالمية الثانية بشكل رسمي. وقد أسفرت هذه الحرب عن خسائر مادية وبشرية جسيمة لدى الجانب الإيطالي، وانتهت بسقوط النظام الفاشي وإعدام بينيتو موسوليني.
بسط نفوذهم
تعود بداية ظهور الحزب الفاشي بإيطاليا خلال الفترة التي تلت نهاية الحرب العالمية الأولى، حيث خلّفت معاهدة فرساي غضباً شديداً لدى الإيطاليين الذين فشلوا في الحصول الأراضي التي وعدهم بها البريطانيون والفرنسيون أثناء مؤتمر لندن عام 1915. وقد أسس الدوتشي الإيطالي بينيتو موسوليني "حربه" في نوفمبر 1921.
واعتماداً على ميليشياته المسلحة الملقبة بالقمصان السود، لم يتردد الفاشيون في مهاجمة التجمعات والنقابات العمالية وكسر الإضرابات بالقوة، واتجهوا لإهانة أعدائهم السياسيين، خاصة بالأوساط العمالية، عن طريق قذفهم بزيت الخروع بالشوارع.
غير أنه بنظر نسبة كبيرة من الإيطاليين، خاصة رجال الأعمال وأصحاب المؤسسات، برز الفاشيون بزي رجال الأمن وأنجزوا مهاماً "لم تكن الشرطة قادرة على إنجازها".
كما تمكن الحزب الفاشي، اعتماداً على أفراده المقدر عددهم بنحو 700 ألف عنصر، من بسط إرادته ونفوذه بالبلاد. ففي أغسطس 1922، تمكن الفاشيون من كسر إضراب عام أمر به الحزب الاشتراكي احتجاجاً على سياسة حزبهم.
نحو روما
وأمام هذا الوضع، استغل موسوليني ضعف الدولة وهدد بإرسال ميليشياته نحو روما ضمن مسيرة لانتزاع السلطة. وتنفيذاً لرغبته، انطلق نحو 40 ألف من القمصان السود تجاه العاصمة الإيطالية للضغط على الملك فكتور إيمانويل الثالث.
وخوفاً من إمكانية حدوث انقلاب واندلاع حرب أهلية بالبلاد، رفض فكتور إيمانويل الثالث إقرار حالة الطوارئ بالبلاد، واتجه في المقابل للعمل بنصيحة السياسي لويجي فاكتا الذي اعتبر موسوليني حلاً مناسبا لإنقاذ الدولة الإيطالية التي عانت منذ أشهر من أزمات ومشاكل سياسية.
الهزيمة بالحرب العالمية الثانية
فطلب الملك فكتور إيمانويل الثالث من موسوليني، الذي تواجد بميلانو وراقب الأحداث عن كثب، تولي رئاسة الحكومة يوم 29 أكتوبر 1922، ملبياً بذلك أحد أهم أهداف الحزب الفاشي.
وواصل القمصان السود طريقهم نحو روما التي دخلوها بموكب مهيب يوم 30 أكتوبر 1922. وتزامناً مع ذلك، دخل موسوليني العاصمة مع عدد من مساعديه وأصدقائه لتبدأ بذلك حقبة جديدة سرعان ما قادت إيطاليا نحو الهزيمة بالحرب العالمية الثانية.