بهذه المعركة..أصبح نابليون جنرالاً مشهوراً بفرنسا

بفضل انتصارات حاسمة أثناء فترة اعتلائه لعرش فرنسا، كسب نابليون بونابرت شهرة كبيرة وتحوّل لأحد أهم القادة العسكريين حيث دوّن التاريخ دهاءه وحنكته بمعارك عديدة ساهمت في رفع شأن فرنسا وتوسيع رقعتها الجغرافية.

وقبل ملاحم أوسترليتز (Austerlitz) عام 1805 وآيلاو (Eylau) عام 1807 وفاغرام (Wagram) عام 1809، بدأ نابليون بالظهور على الساحة المحلية الفرنسية سنة 1793.

ففي 24 من عمره، قاد هذا الضابط الشاب، المختص في مجال المدفعية، الفرنسيين لتحقيق انتصار حاسم ضد الإسبان والإنجليز بمعركة تولون (Toulon) التي جرت وقائعها في فترة الثورة الفرنسية.

ضابط مختص بالمدفعية

وعقب إعدام الملك لويس السادس عشر وإبادة النواب الجرونديين عام 1793، أعلنت منطقة بروفنس (Provence) تمردها على المجلس الوطني الفرنسي ولجنة السلامة العامة التي كان ماكسيمليان روبسبيير (Maximilien Robespierre) أحد أبرز وجوهها.

وفي بتولون التي مثلت ميناء حيوياً لفرنسا، تمرّد الملكيون على السلطات الفرنسية وطلبوا الدعم من الأسطول الإسباني الإنجليزي بقيادة الأميرال هود الذي رابط على مقربة من المنطقة منذ أسابيع.

إلى ذلك، ويوم 27 أغسطس 1793، سجلت القوات الأجنبية دخولها عبر ميناء تولون حيث أنزل الإنجليز والإسبان ما يزيد عن 17 ألف عسكري بالمنطقة استعداداً لمواجهة الفرنسيين.

وأمام هذا الوضع، أمر المجلس الوطني وأعضاء لجنة السلامة العامة الجنرال جان فرانسوا كارتو (Jean-François Carteaux، الذي قمع في وقت سابق تمردا بمرسيليا، بفرض الحصار على تولون استعدادا لمواجهة المتحصنين بها.

في موازاة هذه الأحداث، أصيب كابتن المدفعية أوغست دي دومرتان (Auguste de Dommartin) إصابة خطيرة استوجبت تعويضه بضابط المدفعية نابليون بونابرت الذي سجّل ظهوره بإحدى أولى المعارك الحاسمة بتاريخ فرنسا.

انتصار وترقية لجنرال

ومنذ حلوله بالمنطقة، أيقن نابليون بونابرت بعدم جدوى حصار تولون أمام تواصل حصولها على المؤونة والإمدادات عن طريق الميناء.

وبدلاً من ذلك، وجّه هذا الضابط الشاب بطاريات المدفعية نحو حصني مولغراف (Mulgrave) وإيغيات (Eguillette) المطلين على الميناء.

إلى ذلك، ومع وقوع هذين الحصنين في قبضة الثوار الفرنسيين، خسر المتحصنون بتولون الميناء وفقدوا بذلك مصدر تموينهم.

وفي 16 ديسمبر 1793، هاجمت القوات الفرنسية تولون لتبدأ بذلك مواجهة دامية بين الثوار والمتمردين أصيب خلالها نابليون بونابرت بطعنة على مستوى فخذه.

لكن مع فقدانهم السيطرة على مجريات المعركة، انسحب الإنجليز والإسبان، بشكل سريع، وغادروا تولون على متن سفنهم واتجهوا في الآن نفسه لإجلاء نحو ألف من الملكيين الفرنسيين نحو جزيرة مالطا.

وخلال الأيام التالية، شهدت تولون عمليات انتقامية قادها أنصار الثورة الفرنسية، تحت إمرة الجنرال بول باراس (Paul Barras)، وأودت بحياة ألف من الملكيين أعدم جلهم بساحة شون دي مارس (le Champ de Mars) عقب نقلهم لباريس.

إلا أن ملحمة تولون، أثبت فيها نابليون بونابرت دهاءه وحنكته العسكرية، وكتكريم على جهوده، نال ترقية في 22 ديسمبر 1793 وأصبح على إثرها جنرالا بالجيش الفرنسي.

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: