في منزل خصصته لهم وزارة الخارجية البريطانية، أمضت البريطانية الإيرانية نازنين زاغاري راتكليف أول يومين من الحرية خارج سجون طهران، مع زوجها ريتشار وابنتهما الصغيرة غابرييلا.
فبعد ست سنوات في السجون الإيرانية، خرجت نازنين لتعانق طفلتها التي غابت عنها 6 سنوات، منذ كان عمرها 22 شهرا فقط، وهي اليوم في السابعة من عمرها تود أن تعوض كل ما فاتها من أوقات ممتعة مع أمها.
لذا اصطحب غابرييلا معها على ما يبدو كل ألعابها، لا سيما تلك التي تحتاجها من أجل إعداد "بطاقة معايدة" بعيد الأم المقبل في 21 من الشهر الحالي.
أعدت البيتزا وحشرت نفسها في السرير
كما أنها أمضت ساعات تحضر البيتزا مع أم غابت عنها في غياهب السجون.
فقد روت نازنين للنائبة البريطانية التي رافقت قصتها ودعمتها منذ البداية، توليب صديق، كيف حشرت الصغيرة نفسها ليل الخميس الجمعة في السرير بين والديها، ونامت قريرة العين، بحسب ما نقلت صحيفة الغارديان البريطانية.
كذلك لم تكف الطفلة عن الكلام، لربما لعدم تصديقها بعد أن أمها هنا، تحت أنظارها، تراقب صغيرتها تضحك وتلعب معها، وتستمع إلى أحاديث الصغار، التي لا تنتهي.
فحين غادرتها لم تكن بعد قادرة على الكلام أو حتى المشي!
فنجان شاي
أما ريتشارد، فكتن أكد في حديث سابق لوكالة فرانس برس أن "أول ما سيفعله مع زوجته هو إعداد كوب من الشاي، لأنها كانت دائما تطلب منه ذلك"، لكن أمامه أيضا العديد من السنوات ليعوض عن تفكك عائلته لسنوات، والألم الذي أصابها.
يشار إلى أن زاغاري-راتكليف كانت وصلت إلى بريطانيا مع المعتقل المحرر أيضا أنوشه آشوري، صباح الخميس. وحطت الطائرة التي تقلهما في مطار برايز نورتون التابع للقوات الملكية الجوية في جنوب غرب بريطانيا.
وما إن خرجت لتقابل عائلتها حتى هرعت إليها غابرييلا، لتتأهل بها وتضمها إليها وتشم رائحتها، بعد سنوات كبرت فيها بعيدة عنها.
دين قديم من زمن الشاه
أما إطلاق سراحها فأتى بعد التوصل إلى تسوية لدين إيراني قديم، يبلغ 400 مليون جنيه إسترليني (467 مليون يورو)، رفضت لندن تسديده منذ الإطاحة بشاه إيران عام 1979.
يذكر أن زاغاري، وهي مديرة مشروع في مؤسسة تومسون رويترز، فرع الأعمال الخيرية لوكالة الأنباء التي تحمل الاسم نفسه، عام 2016 اعتقلت في طهران أثناء زيارة لأسرتها، بعد أن اتُهمت بالتآمر لقلب النظام في إيران، وهو ما نفته بشدة، وليُحكم عليها لاحقا بالسجن خمس سنوات.
لكن العام الماضي، حُكم عليها مرة أخرى في أواخر أبريل بالسجن لمدة عام لمشاركتها في تجمع خارج السفارة الإيرانية في لندن في العام 2009.
إلا أنها في تشرين الأول/أكتوبر 2021، خسرت استئنافها، ما أثار مخاوف أسرتها من إيداعها السجن مجددا بعد الإفراج عنها بسوار إلكتروني في آذار/مارس 2020 ووضعت في الإقامة الجبرية منذ ذلك الحين بسبب وباء كوفيد-19.
أما آشوري وهو مهندس متقاعد، فأوقف في 2017 وحكم عليه بالسجن عشر سنوات بعد إدانته بتهمة التجسس لحساب إسرائيل.
غير أن الاثنين نفيا التهم الموجهة إليهما.