“بيتي” مارتينيز.. رفضه بوكا فانتقم منه في ملعب ريال مدريد

يعد اللاعب الأرجنتيني غونزالو مارتينيز، أحد أميز اللاعبين في أميركا الجنوبية، وتمكن من تحقيق العديد من الجوائز الفردية والجماعية، أبرزها لاعب العام في الأرجنتين في 2018 متفوقا على ليو ميسي، بالإضافة إلى نجومية كوبا ليبرتادوريس في ذات العام.

وكشف رئيس أتالانتا في تصريحات إذاعية، يوم الخميس، أن اللاعب الملقب بـ "بيتي" بات قريبا من النصر السعودي وعليه فقط اجتياز الفحوصات الطبية.

وفي حال إتمام عملية التعاقد، يمكن أن يصبح مارتينيز أغلى لاعب في تاريخ الدوري السعودي.

وبالعودة إلى تفاصيل حياة مارتينيز، فإن الموهبة الأرجنتينية كان واثقا منذ نعومة أظافره بأنه سيصبح لاعب كرة قدم محترفا في يوم ما، إذ ولد في مقاطة ميندوزا في شمال الأرجنتين، وهي معروفة بزراعة العنب، وتشتهر بطائر الـ "بيتيتورا"، وهي أصول لقب بيتي، الذي ترعرع مع 6 أشقاء آخرين.

ويعود أصل لقب "بيتي" إلى طائر الـ "بيتيتورا"، وهو اللقب الذي أطلقته عليه والدته عندما كان طفلا، لأنه طاقته كانت شبيهة بطاقة الطائر، والـ "بيتيتورا" طائر صغير يشبه العصفور وموطنه الأرجنتين، ويقول مارتينيز: من النادر أن أسمع اسم غونزالو في البيت، لا أسمعه إلا عندما تكون هناك مشكلة في المنزل "ضاحكا".

وفي البداية كان يطلق على غونزالو مارتينيز ""بيتيتورا"، قبل أن يتم اختصاره إلى "بيتي".

وقبل انتقاله إلى العاصمة، كشف والده "عامل البناء" عن طفولة ابنه، قائلا: لعب مع فريق آل سوس في منطقتنا، لم أتمكن من تصوير بداياته، لأنه لم تكن لدينا الأموال لشراء كاميرا فيديو، ولم تكن هناك هواتف محمولة، لكنه سجل أهدافا عديدة ومميزة عندما كان في التاسعة من عمره، كان يحرز 8 أهداف في المباراة الواحدة، يتمتع بالهدوء دائما، ويتدرب كثيرا وهو ما أوصله إلى ريفر بليت.

وحول بداية عشقه للساحرة المستديرة، قال مارتينيز لصحيفة "الباييس" الأوروغوايانية: منذ بداية طفولتي كنت أعرف أنني أريد أن أصبح لاعب كرة قدم، لقد بدأت في اللعب بسن الخامسة، وبحلول العاشرة كان الأمر واضحا في ذهني، ولحسن حظي قدم والداي الكثير من الدعم لي، خاصة عندما أخبرتهم أنني أريد الذهاب إلى بوينس آيرس، التي تبعد حوالي 15 ساعة عن بلدتي.

وأضاف: الأرجنتين بلد مركزي للغاية، حيث تتواجد جميع الأندية الرئيسية في العاصمة تقريبا، وفي سن الـ 11 و12 عاما، كنت أقوم بركوب الحافلة لمدة 15 ساعة إلى بوينس آيرس بمفردي أو مع أحد زملائي، وهو ضرب من الجنون بالنسبة إلى عمري، لكنني كنت أركض خلف حلمي، لقد أجريت اختبارات مع الكثير من الفرق، مثل بوكا جونيورز وريسيسنغ وإندبندينتي وبانفيلد، ولم أنجح مع أي ناد.

وأردف: حينها تحول الحلم إلى سواد، كنت أعتقد أن فرصة اللعب في العاصمة قد سلبت مني، كما كان يطلب مني دفع الكثير من المال، في بيئة تحول فيها لاعبو كرة القدم الواعدون إلى سلعة، ولحسن الحظ بحث عني وكيلي الحالي مارسيلو سيمونيان عندما كان عمري الـ 14 عاما، وبحث عني في مندوزا وأخذني إلى نادي هوراكان.

وتدرج بيتي في المراحل السنية مع هوراكان، الذي يعتبر العملاق السادس في كرة القدم الأرجنتينية، ولديه لقب دوري وحيد في حقبة الاحتراف عام 1973، وعندما صعد مارتينيز من صفوف فريق الشباب في 2011، كان النادي يتواجد في الدرجة الثانية، لكنه تمكن من مساعدة هوراكان وقادهم إلى تحقيق كأس الأرجنتين ومن ثم الصعود إلى الدوري الممتاز في 2014، ولكن قبل أن يلعب مع الفريق في دوري المحترفين خطفه ريفر بليت بعدما جذب انتباه المدرب مارسيلو غاياردو.

وعلى الرغم من أنه كان يبلغ من العمر 22 عاما فقط، وبصفته لاعبا ليس لديه أي خبرة في دوري المحترفين، لكنه تمكن من الحصول على القميص رقم 10 في ريفر، والذي ارتداه أكثر الأسماء موهبة في تاريخ الكرة الأرجنتينية، بما في ذلك مدربه غاياردو، وكان من المفترض أن يرتدي الرقم 10 اللاعب المخضرم بابلو أيمار، لكن بعد إصابته رأى غاياردو أن يمنح القميص إلى بيتي، وعلق حينها المدرب: لا أعتقد أن الرقم سيكون أكبر منه، لأنه لاعب يتمتع بشخصية مميزة، ولديه الموهبة في دمه.

وعقب أول مباراة له مع ريفر، ولدت ابنته الأولى بيلار، وكان يتمتع بيتي بفن اتخاذ القرار، وهي موهبة فطرية، وجاءت بداية مسيرته مع ريفر مرتبكة لكنه أظهر موهبته رويدا رويدا، وعن بدايته قال: تعلمت كيفية لعب كرة القدم في ريفر، في ذلك الوقت لم تكن الأمور سهلة، لقد سخر مني المشجعون عندما ارتديت الرقم 10 في عامي الأول، وزادت الأمور سوءا عندما وجهت إشارة غاضبة تجاه الجمهور عندما احتفلت بأحد الأهداف، لكن سرعان ما تمكنت من كسب محبتهم فيما بعد، وأعتقد أن السبب في ذلك هو أنني دائما ما أطلب الكرة، وأظهر الشجاعة، وإذا ارتكبت خطأ، فلا توجد مشكلة في المحاولة مرة أخرى.

وبحسب التقارير الصحافية، فإن لعب "بيتيتورا" يشبه أسلوب لعب مارتينيز، لأنه دائما ما يكون متاحا للكرة في الملعب، ومتشوقا للمساهمة، ويمتاز بالحماس المستمر للسيطرة على المباراة، وهو ما لفت انتباه أتالانتا يونايتد الذي كسب توقيعه فيما بعد.

وقال عنه كارلوس بوكانيغرا، نائب رئيس الفريق الأميركي: إنه مميز، لاعب متحرك، وتقني إلى أبعد حد، يتجول في الملعب، ويجلب الجماهير إلى الاستاد، يمكنه التغلب على الخصوم واحدا تلو الآخر، يحب السيطرة والاستحواذ.

وتابع: أكبر ميزة يتمتع بها هي قدرة التغلب على المواقف الفردية، ولديه السرعة، ولا يستطيع المدافعين التنبؤ بما يفعله، تقريبا مثل طائر الـ "بيتيتورا"، ويحاول دائما فتح دفاعات الخصم، وأكثر ما يعجبني فيه هو معدل ذكائه في كرة القدم، لاعب ذكي جدا ويحب المساحات والركض، لديه سرعة التفكير ويمكنه رؤية الملعب بشكل واضح.

وقبل انتقاله إلى أتالانتا الأميركي، تمكن مارتينيز من التطور مع مدرب ريفر بليت غاياردو، وبشأن مركزه في الملعب، قال بيتي: أحب اللعب في أي مكان بخط الهجوم، باستثناء رأس الحربة، ألعب خلف المهاجمين مما يمنحني المزيد من الحرية في التحرك والاستحواذ على الكرة، لقد تعلمت الكثير في ريفر بليت.

ودائما ما كان بيتي ماريتينيز يتألق في الكلاسيكو الشهير ضد بوكا جونيورز، خاصة وأن لديه الكثير من الغضب تجاه بوكا لأنه رفض في الاختبارات عندما كان صغيرا، وكانت أبرز مباراة أمام الغريم التقليدي في نهائي كوبا ليبرتادوريس في 2018، عندما حسمه ريفر بنتيجة 3-1 في ملعب سانتياغو برنابيو بالعاصمة الإسبانية مدريد، وسجل الهدف الثالث، وبعدها بوقت قصير اختير كلاعب العام في الأميركيتين خلال استطلاع سنوي أجرته صحيفة "الباييس" واسعة الانتشار.

وتمكن من المشاركة في كأس العالم للأندية 2018، وخرج الفريق في نصف النهائي أمام العين الإماراتي بركلات الترجيح، وبعدها ذهب إلى الدوري الأميركي للمحترفين.

وحول تجاربه مع منتخب التانغو، تم ضمه لأول مرة إلى قائمة الأرجنتين في 17 أغسطس 2018، عندما استدعاه المدرب ليونيل سكالوني للعب مباراتين وديتين يومي 8 و 11 سبتمبر أمام غواتيمالا وكولومبيا، وظهر لأول مرة ضد غواتيمالا وسجل هدفا من ركلة جزاء، ولعب بشكل جيد ضد كولومبيا، ثم تم ضمه مرة أخرى لمباراة تحضيرية استعدادا لكوبا أميركا 2019 ضد منتخب فنزويلا في 22 مارس 2019 وكانت مباراته الأخيرة مع منتخب الأرجنتين.

وتمكن من الفوز بكوبا ليبرتادوريس مرتين في 2015 و 2018 ولقبي كأس الأرجنتين 2016 و2017 وكأس السوبر الأرجنتيني 2017 مع ريفر بليت، وقبلها كأس الأرجنتين مع هوراكان، وحقق أيضا لقب سوداميركا في 2015 و2016، ولقب وحيد مع أتالانتا وهو كأس بطولة أميركا 2019.

وعلى الصعيد الفردي فاز بجائزة أفضل لاعب أرجنتيني في 2018 متفوقا على الأسطورة ليونيل ميسي، كما توج بجائزة أفضل لاعب في أميركا الجنوبية 2018، وأفضل لاعب في كأس ليبرتادوريس في ذات العام، بخلاف لاعب العام في الأميركيتين خلال استطلاع سنوي أجرته صحيفة "الباييس"، كما اختارته "الغارديان" الإنجليزية من بين أفضل 100 لاعب كرة قدم في 2018 (كان في المركز 94).

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: