لا شك أن فيروس كورونا المستجد قد فرض قيوداً لم تكن موجودة قبله وغير شكل الحياة إلى حد كبير.
ولعل أبرز التغييرات كانت فكرة "العمل عن بُعد"، والتي مازالت نقطة خلاف بين مؤيد ومعارض.
فبعد أبحاث كثيرة، توصلت دراسة تبحث في جودة لعب الشطرنج، إلى أن العمل من المنزل يزيد من مخاطر ارتكاب الأخطاء.
فقد اكتشف الباحثون أن المعيار كان أسوأ بشكل ملحوظ عندما تنافس اللاعبون عبر الإنترنت بدلاً من خوض المباريات والبطولات وجهاً لوجه، مما تم الاستدلال من خلاله على أن عدم التواجد في المكتب يضر بالإنتاجية، وذلك وفقا لما نشرته "ديلي ميل البريطانية نقلًا عن دورية Royal Economics Society.
الذكاء الاصطناعي
وراقب الباحثون ما يقرب من 215000 حركة شطرنج قام بها اللاعبون خلال المسابقات التقليدية (وجها لوجه) والرقمية، وفحصوها مقابل أفضل لعبة باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وفقًا للباحث المشارك في الدراسة داينس زينغرز، من كلية روتردام للإدارة، تم رصد تأثير سلبي على الأداء عند لعب الشطرنج عن بُعد، لدرجة أن اللاعب النرويجي ماغنوس كارلسن، الأعلى تصنيفا في العالم انخفض تقييمه، معنى ذلك أن العمل عن بُعد يمكن أن يعيق القدرة على القيام بمهام عقلية مكثفة بشكل فردي بعيدًا عن المكاتب.
وأوضح زينغرز أن الشطرنج يشبه من نواح عديدة العمل المكتبي، لأنها لعبة استراتيجية وتحليلية، كعمل المكاتب تماما.
وتابع أن هذه الطريقة من العمل يمكن أن تؤثر على الإنتاجية أيضاً.
ماذا عن التكيف؟
كما وجدت الدراسة أيضا أن تأثير اللعب عبر الإنترنت كان واضحا بشكل خاص عندما بدأت الدورات في التحول إلى الطريقة الرقمية في بداية جائحة كوفيد-19، ثم تضاءل التأثير تدريجيا مع تكيف اللاعبين.
وكتب الباحثون، أن النتائج أظهرت انخفاضاً واضحاً في الأداء العام أثناء العمل عن بُعد.
يشار إلى أن هذه الفكرة استوحيت من تجربة شخصية مر بها كريستيان سيل، الباحث في جامعة ماستريخت وأحد الباحثين المشاركين في الدراسة، والذي شعر بالإحباط نتيجة لانخفاض مستوى أدائه في لعب الشطرنج عندما اضطر للمشاركة في المباريات عبر الإنترنت بسبب عمليات الإغلاق المختلفة في جميع أنحاء العالم.