أفادت نتائج دراسة علمية جديدة أن الأطفال الذين يولدون من خلال العمليات القيصرية يواجهون أكثر من ضعف خطر الإصابة بالربو والحساسية في مرحلة الطفولة المبكرة، وفقا لما نشرته "ديلي ميل" البريطانية نقلًا عن دورية Science Translational Medicine.
وفي دراسة أجريت على 700 طفل، اكتشف باحثون أميركيون وجود صلة بين الأطفال المولودين بعملية قيصرية والإصابة بالربو والحساسية في سن ست سنوات.
نمو جهاز المناعة
كما أن العملية القيصرية هي إجراء جراحي لتوليد طفل من خلال شق البطن والرحم وبالتالي فإن هذا الإجراء يحرم الأطفال عن غير قصد من تلقي الكائنات الحية الدقيقة المفيدة التي يحصل عليها المواليد طبيعيا من خلال قناة الولادة لدى أمهاتهم.
ويقول الباحثون تحرم الجراحة القيصرية المواليد من القدرة على الاستفادة من الـ"بروبيوتيك" أو الـ"ميكروبيوم" المفيد، مما يعيق بدوره نمو جهاز المناعة لدى الطفل ويمكن أن يضاعف من خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي. يشمل مصطلح الميكروبيوم الجينومات الجماعية للكائنات الدقيقة في بيئة معينة، وكذلك الكائنات الحية الدقيقة نفسها.
والميكروبيوم يتطور عند الأطفال المولودين عن طريق الولادة القيصرية، لكنه ربما يستغرق وقتًا أطول من أولئك الذين ولدوا بشكل طبيعي.
جراثيم مفيدة
من جانبه، قال الباحث بروفيسور مارتن بليسر في جامعة روتجرز في نيو جيرسي: "يقوم كل جيل من الأمهات بتسليم الميكروبيوم الخاص به إلى الجيل التالي، حيث يتم تغطية الطفل بالجراثيم المفيدة أثناء الضغط عليه عبر قناة الولادة، لكن هذا لا يحدث للأطفال الذين يولدون من خلال الجراحة القيصرية".
وتوفر نتائج هذه الدراسة آلية للعلاقة المعروفة بين الولادة القيصرية وزيادة خطر الإصابة بالربو والحساسية في سن السادسة، بالإضافة إلى تغييرات مهمة في تكوين ميكروبيوتا الأمعاء.
حالات ضرورية
لكن لوحظ أيضا أنه في عمر عام واحد، انخفض خطر الإصابة بالربو عند الأطفال المولودين عبر جراحات قيصرية في حالات تعافي ميكروبيوتا الأمعاء من اضطرابها الأولي وبدء النضج بشكل طبيعي، وبالتالي يقترح الباحثون أن يتم العمل على استعادة الميكروبيوم المضطرب بسبب الولادة القيصرية، بهدف منع تطور مرض الربو بين الأطفال.
وينصح الباحثون بأنه يجب أن تقتصر عمليات الولادة القيصرية على الحالات الضرورية والتي تشمل إنقاذ حياة الأم أو المولود أو كليهما، وفي الحالات التي يكون الطفل فيها على وضعية المقعد (مع قدميه أولاً).