تقع المسلة الناقصة، التي تم اكتشافها في 2005، على الحافة الشمالية لمحجر المسلة، والذي يُعد أهم محاجر الجرانيت في أسوان بمصر وقد استُخدمت أحجاره في بناء المجموعة الهرمية للملك خوفو وقطعت منه أيضاً العديد من المسلات.
وتعد هذه المسلة من أطول المسلات المصرية، حيث يصل طولها إلى حوالي 42 متراً، كما يبلغ وزنها حوالي 1000 طن. ولم يتم استكمال العمل بهذه المسلة نظراً لتصدع سطحها.
وترجع أهمية المسلة الناقصة إلى أنها قد بينت كيفية صناعة المسلات وقطع الأحجار الضخمة. وعلى سبيل المثال، عُثر بالمحجر على كرات من حجر الديوريت، يصل وزن الواحدة منها إلى 6 كيلوغرام، استُخدمت كمطارق لفصل وقطع جوانب المسلة، وتظهر آثارها واضحة على بدن المسلة، وهي العملية التي تسبق عمل خندق حول المسلة يسمح بتحرير هذه الكتلة الضخمة بشكل تام.
وأوضح نصر سلامة، وكيل وزارة الآثار المصرية سابقاً لـ"العربية.نت"، أن هذه المسلة عرفت بالمسلة الناقصة لأنها لم يكتمل استخراجها من موقعها، فهي نُحتت في محجر من الجرانيت الوردي، الذي كان معداً لنحت المسلات بجنوب أسوان، ولكنها لم تقطع ولم ينقش عليها. وقد يكون ظهور شرخ بمنتصف سطح المسلة السبب في عدم استكمال إخراجها من محجرها.
وقد يعود تاريخ هذه المسلة إلى عصر الملكة حتشبسوت، حيث إنه كان أكثر عصر تم فيه بناء للمسلات. كما أقر علماء الآثار أن هذه المسلة، لو كان قد اكتمل تشييدها، لكانت أضخم وأثقل مسلة في العالم كله.
وأضاف نصر أن المسلات من إحدى إبداعات المصريين القدماء فقد كانت تتكون من قطعة حجرية واحدة يتم إقامتها أمام وداخل المعابد، وكان يتم نقشها من الجوانب الأربعة بمناظر ونصوص تتعلق بالملك، وهي عبارة عن نصب حجري على شكل عمود قاعدته مربعة وتقل كلما ارتفعت، وتنتهي بشكل هرمي.
وكان يتم اختيار موقع نحت المسلة في محاجر الجرانيت جنوب أسوان، حيث يقوم العامل الفني المصري القديم باستكشاف جودة الحجر وعدم وجود أي تداخلات من نوعيات أخرى به، ثم يقوم بحفر آبار حول القطعة المراد استغلالها لضمان جودة الحجر في باطن الأرض.
عندها، يبدأ في تحديد أبعاد المسلة بدقة ثم يبدأ في حفر خندقين حولها إلى أن يظهر جانبان منها بالإضافة للجانب العلوي. وبعد التأكد من عدم وجود أي عيوب في الكتلة يقوم بفصلها من جانبها السفلي مع ربطها بمجموعة كبيرة جداً من الحبال ووضع اسطوانات خشبية أسفلها ليتمكن من دفعها حتى تصل إلى شاطئ النيل حيث يتم نقلها على جذوع النخيل التي تسير مع جريان النيل حتى تصل لموقع إقامتها فيتم إنزالها إلى الشاطئ وسحبها إلى مكانها المحدد ورفعها والبدء في تسجيل الكتابات والنقوش الخاصة بالملك على جوانبها الأربعة. ثم يتم تغطية الشكل الهرمي في قمة المسلة بطبقة ذهبية لتعكس أشعه الشمس.