لاحظ مراقبون لتسلح كوريا الشمالية أن صاروخاً جديداً ظهر في عرض عسكري أقامته السبت لمناسبة مرور 75 سنة على تأسيس حزب العمال الحاكم، ووجدوه أضخم بكثير من آخر صنعته في 2017 وأطلقته بأواخر ذلك العام، وأن العربة التي كانت تنقله تجرها 22 عجلة، بواقع 11 من كل جانب، لذلك وصفه Ankit Panda العضو البارز في "جمعية العلماء الأميركيين" بأنه أكبر صاروخ "متحرّك بوقود سائل على الإطلاق"، وفق تغريدة كتبها في "تويتر" أمس.
صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، تطرقت أيضا إلى الصاروخ الذي وصفته بأكبر باليستي عابر للقارات لدى كوريا الشمالية، وأنه أكبر من كل ما ظهر لديها، خصوصا Hwasong-15 أو "المريخ- 15" الذي كشفت عنه منذ 3 سنوات، وظهر في العرض العسكري السبت منقولا على مركبة تجرها 18 عجلة من الجانبين، أي أقل بأربع عجلات من الجديد الذي نراه في فيديو أدناه، مثيرا فرح الدكتاتور الكوري بمروره في العرض العسكري أمس أيضا.
والذي يمكن استنتاجه من حجم الصاروخ، إذا لم يكن وهميا، أنه قادر على الطيران لمسافة أطول، وحمل رؤوس نووية أقوى من "هواسونغ-15" البالغ مداه 13 ألف كيلومتر، برغم عدم اختبار الصاروخ الجديد بعد، فيما لاحظت وكالة "يونهاب" الحكومية للأنباء في كوريا الجنوبية، بحسب ما قرأت "العربية.نت" في موقعها، أن الصاروخ كان منقولا على منصة متحركة، ووصفته أيضا بأنه أطول وأضخم من الصواريخ الكورية السابقة. أما Melissa Hanham الشاغلة منصب نائب مدير منظمة Open Nuclear Network الراصدة التسلح النووي وأخطاره بالعالم، فوصفت الصاروخ بأنه "وحش" مكتفية بكلمة واحدة للتعبير عن خطره.
خبراء آخرون، قالوا إن الباليستي الجديد، مصمم على الأرجح لحمل رؤوس نووية عدة، تسمح له بمهاجمة المزيد من الأهداف وجعل اعتراضه أكثر صعوبة، فيما قال Markus Garlauskas الضابط في CIA سابقا، والذي كان مكلفا بملف كوريا الشمالية، إن الصاروخ يهدف على الأرجح إلى تبديد الشكوك حول قدرة "بيونغ يانغ" على ضرب الولايات المتحدة والتهديد الضمني بأنها تستعد لاختبار الصاروخ الأكبر، لكنه تساءل: "إذا كان باستطاعة "هواسونغ-15" حمل رأس نووي ضخم إلى أي مكان بالولايات المتحدة، فما الذي يمكن أن يحمله الصاروخ الأكبر إذن؟".
"أعلن بفخر"
ممن تطرقوا إلى الصاروخ الجديد أيضا، هو Michael Elleman مدير "المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية" في لندن، والذي كتب تغريدة "تويترية" قال فيها إن الصاروخ الذي لا اسم له بعد، سوى رقم نراه على هيكله "قادر على حمل 2000 الى 3500 كيلو متفجرات إلى أي مكان في المعمورة" أي أقوى من R-16 أو صاروخ R-26 ICBMs المعروفين بأنهما من أخطر الباليستيات الروسية.
وكانت كوريا الشمالية أجرت أول اختبار في 28 نوفمبر 2017 على Hwasong-15 ووصل بتحليقه إلى ارتفاع 4.475 كيلومترا، ثم قطع 950 في 53 دقيقة ليهبط بعيدا 250 كيلومترا عن ساحل اليابان الشمالي، وفقا لما ألمت به "العربية.نت" من مطالعتها بعض المؤرشف من الأخبار عن إطلاقه، وبعدها بساعات نقلت وكالة KCNA الرسمية للأنباء، تصريحا للدكتاتور الكوري كيم جونغ- أون، قال فيه: "أعلن بفخر أننا توصلنا أخيرا إلى تحقيق هدفنا التاريخي، وهو أن نصبح قوة نووية، ونبني قوة صاروخية"، وفق تعبيره عن Hwasong-15 الظاهر في الفيديو المرفق.
ولم يرق ما قاله لوزير الدفاع الأميركي السابق جيمس ماتيس، فصرح أن إطلاق ذلك الصاروخ يمثل تهديدا عالميا، فيما اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن الإطلاق انتهاك للعقوبات "وتجاهل كامل لوجهة نظر المجتمع الدولي برمته" وتلاه الرئيس دونالد ترمب، بقوله عندما أبلغوه بالخبر بينما كان الصاروخ في الجو: "سنولي الأمر الاهتمام" فيما عبّرت الصين عن "قلقها الشديد" وحثت جميع الأطراف على إظهار الحذر. أما اليابان، فصدر عن رئيس وزرائها ذلك الوقت Shinzo Abe أن إطلاق الصاروخ "عمل عنيف لا يمكن قبوله"، فيما وصف رئيس كوريا الجنوبية Moon Jae تصرف جارته الشمالية بمتهور "لذلك لا خيار إلا الإبقاء على العقوبات"، كما قال.