اختُبرت عقيدة الردع النووي التي لوح بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سياق الأزمة الروسية الغربية حول أوكرانيا، لاسيما خلال أزمة الصواريخ في كوبا عام 1962، ثم في 2001-2002 أثناء المواجهة بين الهند وباكستان.
أزمة الصواريخ في كوبا في 1962
في أكتوبر 1962، في ذروة الحرب الباردة، دارت مواجهة استمرت ثلاثة عشر يوماً بين الرئيس الأميركي الشاب آنذاك جون كينيدي والزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشوف. كشفت صور التقطتها طائرة تجسس أميركية عن وجود منصات إطلاق صواريخ سوفيتية في كوبا حليفة موسكو، تطال الشواطئ الأميركية.
وقرر كينيدي عزل الجزيرة وفرض حصار بحري عليها، معتبراً أن توجيه "ضربة نووية ضد النصف الغربي للكرة الأرضية" ممكن. تم وضع القوات الاستراتيجية في حالة تأهب قصوى، وهو المستوى الذي يسبق اندلاع الحرب النووية مباشرة. وحلّقت مئات القاذفات الذرية في السماء، وتم تجهيز الصواريخ العابرة للقارات.
"هاتف أحمر"
عادت السفن السوفيتية أدراجها وتم تحضير اتفاق بين القوّتين وراء الكواليس: سحب الصواريخ السوفيية مقابل سحب الصواريخ الأميركية من تركيا. وحينها تم إسقاط طائرة تجسس أميركية من طراز U2 فوق كوبا.
أرسل كينيدي شقيقه روبرت وكان وزيراً للعدل، للتفاوض مع السفير السوفيتي. ووافق خروتشوف على سحب صواريخه. وتعهدت واشنطن بعدم غزو كوبا، وبسحب صواريخها من تركيا سراً. بعد هذه الأزمة، تم وضع "هاتف أحمر" في 1963 يسمح للبيت الأبيض والكرملين بإجراء اتصالات مباشرة.
الأزمة النووية بين الهند وباكستان
في مايو 2002، كانت الهند وباكستان، اللتان تتقاتلان على إقليم كشمير منذ انقسامهما عام 1947، على وشك مواجهة جديدة.
اتهمت الهند أشخاصاً قادمين من باكستان بتنفيذ هجوم انتحاري ضد البرلمان في نيودلهي في 13 ديسمبر 2001، أدى إلى سقوط 14 قتيلاً.
وحشدت القوتان النوويتان منذ 1998، حوالي مليون رجل عند حدودهما، لا سيما في كشمير.
وأعلن الرئيس الباكستاني برويز مشرف في أبريل 2002 أنه يدرس "استخدام السلاح النووي". وقال: "إذا كانت باكستان بأكملها مهددة بالزوال من الخريطة، إذاً الضغط كبير جداً على شعبنا، ويجب أن يؤخذ في الاعتبار أيضاً هذا الاحتمال: القنبلة النووية عند الحاجة". وقال وزير الدفاع الهندي جورج فرنانديز إنه في حال وقوع هجوم نووي: "قد تنجو الهند ولكن قد لا تنجو باكستان".
وردت نيودلهي وإسلام آباد الواحدة على الأخرى بإجراء تجارب صاروخية، خلال عامين، ثم تعهدتا تحت ضغط واشنطن بوقف التصعيد، ما أدى إلى وقف لإطلاق النار في نوفمبر 2003، ثم إلى محادثات في يناير 2004.
ويُذكر أنّ الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة في العالم التي استخدمت السلاح النووي عام 1945 في اليابان.