رغم مرور نحو 40 عاماً على فاجعة مصرع الفنان عمر خورشيد المفاجئ، والتي يكتنفها الغموض، إلا أن الحادث لا يزال يثير الجدل، خصوصاً بعد إعلان أخيه غير الشقيق إيهاب خورشيد تلقي العزاء، بعد أيام من وفاة مسؤول سابق قبل نحو أسبوع، متهماً المسؤول بالتسبب بمقتل شقيقه.
ليظهر فصل جديد في قصة وفاة الفنان عمر خورشيد أمس، حيث ظهر شاهد جديد على وفاة الفنان كان حاضراً بمكان الحادث قبل 40 عاماً، لتتكشف تفاصيل أخرى أكثر إثارة.
وأعلن اللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية الأسبق والذي كان مسؤولاً عن قضية وفاة عمر خورشيد في تصريحات لبرنامج "الحكاية" مع الإعلامي عمرو أديب على شاشة " MBC مصر" ، أنه وقوة قسم الهرم شهدوا واقعة الحادث الذي أدى إلى مصرع عمر خورشيد، حيث كانوا في قسم الشرطة تلك الليلة وسمعوا صوت ارتطام شديد بخارج القسم، لدرجة أنهم اعتقدوا أن طائرة سقطت!
وبعد هروعهم إلى الخارج وجدوا سيارة مهشمة ومرتطمة بالجزيرة الوسطى للطريق أمام القسم، وبعد فتح السيارة فوجئوا بوجود الفنان عمر خورشيد والدماء تسيل من رأسه وقد فارق الحياة، وكانت بجانبه الفنانة الراحلة مديحة كامل والتي أصيبت، وكانت تصرخ من شدة الألم، وحضرت سيارة الإسعاف لنقل الفنانة المصابة، ورفضت نقل خورشيد حيث كان قد توفي بالفعل.
وأضاف اللواء محمد نور الدين، و الذي كان برتبة رائد وقت وقوع الحادث، أن المعاينة الأولية دفعتنا للاعتقاد بأنه حادث سير عادي، إلا أن رجالا من أمن الدولة والمخابرات المصرية حضروا إلينا في قسم الهرم وأكدوا أن الحادث قد يكون مدبراً وأن الفنان خورشيد كان مستهدفاً من قبل بعض الجماعات الرافضة لعملية السلام بين مصر وإسرائيل. وقد شارك عمر خورشيد في الحفل الكبير بين الرؤساء أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيغين والرئيس الأميركي جيمي كارتر بمناسبة إتمام معاهدة السلام، ما دفعنا إلى تكثيف التحريات والبحث للكشف عن القاتل.
وشهد عدد من رجال التأمين بشارع الهرم أنهم شاهدوا سيارة الفنان مسرعة وبجانبها سيارة حديثة يقودها شاب عربي وكأنهما يتسابقان، وتم الإعلان عن البحث عن السيارة وسائقها الشاب العربي، الذي فوجئنا به يسلم نفسه بعد أيام ومعه السيارة التي تسابق بها مع خورشيد ليلة الحادث.
وتبين أن سيارة الشاب العربي لم تحتك بسيارة خورشيد وأن الشاب مر بجانب سيارة الفنان الراحل بالصدفة تلك الليلة وحياه بصفته فنانا مشهورا ومحبوبا وتسابقا بسياراتهم لمسافة قصيرة، قبل أن يكمل الشاب العربي طريقة، و بعدها ارتطم خورشيد بالجزيرة الوسطى لتكون نهايته المأساوية التي اكتنفها الغموض على مدار 40 عاماً كاملة.
وأكد اللواء محمد نور الدين أن هذه القضية حظيت باهتمام الإعلام والصحافة واهتمام المسؤولين على أعلى مستوى حتى اهتمام الرئيس المصري الأسبق أنور السادات، وأنه بعد كل ما شهده من بداية الحادث وحتى انتهاء التحقيقات يؤكد أنه كان حادث سير غير مدبر وأنه كان قضاء وقدرا، لتبرئ هذه الشهادة التاريخية المسؤول السابق بعد اتهامات دامت سنوات طويلة.