جارديم ابن “برشلونة”.. رفض النصر واختار الهلال

كانت صرخات إيوالاليا راموس، أحد الشخصيات المرتبطة باستقلال فنزويلا عن الاستعمار أشهر ما يتم تذكره عند الحديث عن مدينة برشلونة الواقعة في الدولة اللاتينية، قبل أن تزدهر المدينة الساحلية المشهورة بصناعة السيارات ومشتقات البترولية وتصبح مستقراً للعديد من المهاجرين الذين ولدوا على أراضيها، وأحدهم ليوناردو جارديم مدرب الهلال السعودي الجديد.

وأعلن الهلال يوم الثلاثاء تعاقده مع المدرب البرتغالي (45 عاماً) ليكون مدربه الجديد الموسم المقبل بعد عدة تجارب أوروبية أبرزها رحلته المذهلة مع موناكو الفرنسي والتي انتهت ببلوغ الفريق نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2017.

وقبل وصول موناكو وجارديم إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بمئتي عام، كانت إيوالاليا محاصرة من الجنود الإسبان بعدما أمضوا سنوات يبحثون عنها نظير ارتباطها بسيمون بوليفار الزعيم العسكري والسياسي الفنزويلي الشهير، وعندها أطلقت صرختها الشهيرة قائلة "يعيش الوطن.. يسقط الطغيان" قبل أن تقتل، ما أدى إلى اندلاع شرارة المعارك بين الثوار الفنزويليين والإسبان، وصولاً إلى الاستقلال في 1830.

وفي القرن الماضي، باتت مدينة برشلونة الساحلية مقصداً للمهاجرين من مختلف دول العالم، إثر التطور الهائل الذي حل عليها من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية، فباتت مقراً للعديد من شركات السيارات الشهيرة حول العالم، وتحتضن شركة البترول الفنزويلية، بالإضافة إلى وجود المقر الرئيس لشركة كوكا كولا، ما دفع السيد جارديم إلى الاستقرار في المدينة التي شهدت ولادة ابنه جوزيه ليوناردو، قبل العودة إلى جزيرة ماديرا البرتغالية، والتي شهدت ولادة أحد أعظم لاعبي كرة القدم في التاريخ كريستيانو رونالدو.

ولم يلعب جارديم كرة القدم عند عودته إلى ماديرا، بل اتجه إلى كلية علوم الرياضة والحركة التي نال شهادته الجامعية منها، قبل أن يدخل نادي كاماتشا المتواضع في ماديرا كعضو في الجهاز الفني وتدرج في المناصب حتى وصوله إلى مدرب الفريق الأول بعمر 27 عاماً.

ويقول عنه أوريلو أنتونيس رئيس نادي كاماتشا والذي منح جارديم الفرصة ليصبح مدرباً: كان ليوناردو مدرباً مساعداً وفي 2003 وجدت فيه المدرب المناسب لكاماتشا، فهو يملك شخصية قيادية ويعشق كرة القدم، وبالإضافة إلى ذلك كان يعمل أستاذاً في كلية علوم الرياضة والحركة.

وواصل: كان ليوناردو شغوفاً بعمله وكرة القدم وكيفية تطوير قدراته، أتذكر أنه يقول إذا بلغت 40 عاماً ولم أكن مدرباً لفريق كبير، فإنني سأترك المهنة وأعود إلى التدريس.

وحصل جارديم على أول دور تدريبي له من خلال قيادة بيرا مار للصعود إلى الدوري البرتغالي ومن ثم قاد سبورتينغ براغا للتواجد في المركز الثالث في موسم 2011- 2012، ومن ثم درب أولمبياكوس لفترة قصيرة، قبل أن يعود إلى البرتغال من جديد ويقود سبورتينغ لشبونة لتقديم موسم مميز في 2013-2014، قبل أن يتمكن من منافسة باريس سان جيرمان مع موناكو الذي تولى تدريبه مطلع موسم 2014-2015.

وصنع جارديم طفرة كبيرة مع موناكو، قدمه للكرة الأوروبية بشكل مختلف كمدرب برتغالي شاب، ويمتلك علاقات جيدة مع العديد من النجوم الذين دربهم، إذ أظهر تعامله الجيد ممع اللاعبين الشبّان، وهو من اكتشف النجم الفرنسي كيليان مبابي والعديد من النجوم الآخرين، وساعده في ذلك القدرة العالية من الصبر التي يمتلكها المدرب، كما استطاع تغيير مراكز العديد من اللاعبين إلى مراكز أخرى تألقوا فيها، مثل البرازيلي فابينيو الذي بدأ مدافعاً وتحول إلى أحد أفضل لاعبي الوسط الدفاعي مع موناكو وبعده ليفربول الإنجليزي.

ويرى المدرب البرتغالي أنه أفضل من نظرائه الذين دربوا بايرن ميونخ الألماني وباريس سان جيرمان في الأعوام الأخيرة واصفا نفسه بـ "نورمال ون" أي الطبيعي في مقارنة مع لقب "سبيشال ون" المعروف به مواطنه جوزيه مورينيو.
وكشف جارديم في تصريحه لـ "سو فوت" قبل عام: ما يهمني دائما هو ما يحدث على أرض الملعب ليس الإعلام ولن أغير شخصيتي كي تهتم بي الأندية الكبيرة، دائما سأظل جارديم ليس "سبيشال ون" بل الطبيعي، إذ هاجم حينها إدارات باريس سان جيرمان وبايرن ميونخ قائلا: عندما ترى مدربي باريس وبايرن فهم لا يمتلكون سيرة ذاتية أفضل مني، فليك كان مساعدا وهناك فقط 4 أو 5 مدربين يعتبرون من الأفضل في العالم.

وكان نادي النصر قريبا من التوقيع مع المدرب البرتغالي في 2018 عندما استضافه في مرافق النادي ودعاه لحضور مباراة الفريق أمام الوحدة في الجولة 11 من موسم 2018 – 2019 إلا أن المفاوضات توقفت بين الطرفين. وحسب صحيفة "مايش فوتبول" البرتغالية لأن المدرب رفض الموافقة على العرض لانتظاره عروضا أخرى من أوروبا.

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: