في بداية آذار/مارس 1917، وجّه الأميركيون أنظارهم نحو الكونغرس لتقييم دور النائبة الجمهورية جانيت رانكن.
فعقب فوزها بأحد مقاعد ولاية مونتانا بمجلس النواب في انتخابات عام 1916، حققت رانكن إنجازاً غير مسبوق بتاريخ الولايات المتحدة، وأصبحت بذلك أول امرأة تدخل الكونغرس.
حق التصويت للمرأة
ولدت جانيت رانكن يوم 11 حزيران/يونيو 1880 بإحدى ضواحي منطقة ميسولا في ولاية مونتانا وتخرجت في جامعة مونتانا عام 1902 قبل أن تلتحق فيما بعد بمدرسة نيويورك للعمل الخيري.
وبعد فترة قضتها في مجال الأعمال الخيرية بمنطقة سبوكين بولاية واشنطن، التحقت رانكن بجامعة واشنطن في سياتل وانضمت للحركة المطالبة بمنح حق الانتخاب للمرأة الأميركية. وساهمت بفضل جهودها في إقرار هذا الحق للأميركيات بولاية واشنطن عام 1910 وولاية مونتانا عام 1914.
الترشح لمجلس النواب
مع تقدمها للانتخابات التشريعية لعام 1916، تموقعت رانكن بشكل جيد حيث حظيت بحظوظ وافرة للفوز بأحد مقعدي ولاية مونتانا. فإضافة لضمانها لعدد كبير من أصوات النساء اللوات حصلن مؤخراً على حق الانتخاب، تمتعت رانكن بشعبية وافرة كناشطة حقوقية كما امتلك شقيقها علاقات طيبة بعدد من السياسيين ورجال الأعمال فموّل حملتها الانتخابية ودعم فرص فوزها.
إلى ذلك، تقدمت رانكن كجمهورية تقدمية عن الحزب الجمهوري وكسبت ترشيحها مطلع آب/أغسطس 1916 قبل أن تفوز وتحصل على واحد من مقعدي ولاية مونتانا بمجلس النواب بعد أن حلت بالمركز الثاني حسب نتائج التصويت.
وأثناء فترة الحملة الانتخابية، تعهدت بالعمل على إقرار حصول المرأة على حق الانتخاب بكامل الولايات وأكدت على دفاعها عن قضايا الرعاية الاجتماعية. إلى ذلك عبّرت منذ البداية عن رفضها دخول بلادها غمار الحرب العالمية الأولى، حيث فضلت حفاظ الولايات المتحدة على حيادها وعارضت بشدة توجه عدد من السياسيين لإقحام الجيش الأميركي بالحرب على الساحة الأوروبية.
مصاعب بمجلس النواب
ومع دخولها مجلس النواب، واجهت رانكن العديد من المصاعب. فقبل أيام قليلة، تقدّم الرئيس الأميركي وودرو ولسن بمشروع لإعلان الحرب على ألمانيا ودخول الحرب العالمية الأولى مع تواصل السياسة العدائية للأخيرة بالمحيط الأطلسي وظهور فظائع برقية زيمرمان التي حرضت المكسيك على دخول حرب ضد الولايات المتحدة.
وبمجلس النواب، صوّت 373 نائباً لصالح قرار الحرب بينما عارضه 50 آخرون كان من ضمنهم رانكن التي فتحت جدالاً حول الأمر بالمجلس محافظة بذلك على توجهاتها السلمية. وأثناء بقية فترتها كنائبة بمجلس النواب، واصلت رانكن دفاعها عن حق الانتخاب للأميركيات، كما دعمت تمرير بعض القوانين الاجتماعية لصالح المرأة والطفل.
فترة ثانية وانهيار شعبية رانكن
عام 1918، حاولت رانكن الترشح لمجلس الشيوخ إلا أنها فشلت في ذلك، وغادرت مجلس النواب بحلول سنة 1919 لتتحول إلى شخصية بارزة بالبلاد. وبعد حوالي 20 عاماً، عادت مجدداً لمجلس النواب سنة 1940 كنائبة عن ولاية مونتانا.
يشار إلى أنه بسبب مواقفها الداعمة للسلم، جذبت رانكن لنفسها الكثير من الانتقادات. فعقب هجوم بيرل هاربر الذي أودى بحياة نحو ألفي جندي أميركي، كانت النائبة الوحيدة التي صوتت ضد قرار إعلان الحرب على اليابان ودخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية، فتحولت بذلك لشخصية مكروهة لدى أغلب الأميركيين، ما أجبرها على رفض الترشح لمجلس النواب مجدداً عام 1943.