تواصل منظمة الصحة العالمية جهودها لكشف غموض فيروس كورونا المستجد الذي ظهر قبل حوالي العام في ووهان الصينية منشأ الفيروس، وبات السؤال الأبرز أمامها، هو: كيف بدأت الجائحة؟
وللإجابة عن ذلك، اجتمع أكثر من عشرة علماء أجانب بقيادة المنظمة العالمية مع نظرائهم الصينيين الشهر الماضي، وكانت النتيجة بعد دراسة مشتركة استمرت 4 أسابيع في المدينة التي سجلت أولى حالات كوفيد 19، وهي مهمة يأمل الكثيرون في أن توفر بعض الوضوح لعالم يتوق للحصول على إجابات حول الجائحة.
قيود وصلاحيات محدودة
وكشف تحقيق أجرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، عن تفاصيل جديدة حول تشكيل الفريق والقيود التي فرضت عليه، وضعف الصلاحيات التي كان يمتلكها الفريق لإجراء فحص شامل ونزيه. وقال أعضاء الفريق إنهم لا يملكون التفويض والإمكانيات للتحقيق في تسرب محتمل من معهد مختص بالفيروسات في ووهان.
كما وجدت الصحيفة أن الصين قاومت الضغط الدولي لإجراء تحقيق اعتبرته محاولة لإلقاء اللوم عليها، وأجلت التحقيق لشهور، وصوتت على أحقية المشاركين وأصرت على أن يشملوا دولًا أخرى أيضا.
وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، طارق جاساريفيتش، إن الصين لم تؤثر في اختيار الوكالة لأعضاء الفريق أو تعترض على أي شخص تم اختياره.
صعوبة وغموض
كما أكد مسؤولو منظمة الصحة العالمية أن البعثة كلفت بتصميم الدراسات العلمية والتوصية بها، وليس لإجراء تحقيق، وما كان ينبغي أن يكون استفسارًا علميا تعاونيا في الوقت المناسب أصبح أبطأ وأصعب وأكثر غموضا مما كان يتوقع.
أتى ذلك، بعدما أعلنت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، أن الخبراء الذين أوفدتهم إلى الصين لتقصي منشأ وباء كوفيد-19 سينشرون تقريرهم الذي أعد مع الخبراء الصينيين "على الأرجح" الأسبوع المقبل وليس هذا الأسبوع.
وقال الناطق باسم المنظمة كريستيان ليندميير، خلال تصريح صحافي في جنيف، إن "التقرير ليس جاهزا بعد"، مضيفاً "ما نسمعه من جانب أعضاء البعثة هو أن التقرير سينشر على الأرجح الأسبوع المقبل".
العالم يترقب
ويترقب العالم بفارغ الصبر قراءة استنتاجات التقرير. وكانت منظمة الصحة أعلنت في بادئ الأمر أن فريق الخبراء الذي أقام أربعة أسابيع في ووهان سينشر سريعا تقريرا أوليا قبل التقرير النهائي، لكن تم التخلي عن ذلك في فبراير بدون إعطاء تفسيرات واضحة.
هذا ويعتقد الخبراء أن فيروس كورونا المستجد المسبب لوباء كوفيد-19 مصدره الخفافيش ويرون أن فرضية انتقال عدوى كورونا من خلال حيوان وسيط مثل نمس أو أرنب أو سواهما، هي "الأكثر ترجيحا".
وفي ووهان، استبعد الخبراء فرضية تفشي الفيروس عن طريق الخطأ من معهد ووهان لعلم الفيروسات، كما زعمت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.
لكن مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس أكد في وقت لاحق، أن "جميع الفرضيات ما زالت مطروحة" في ما يتعلق بمنشأ وباء كوفيد-19.