رغم تعهدها علناً بعدم الاعتداء على المدنيين، تواصل حركة طالبان انتهاكاتها بعد مرور حوالي أسبوعين على سيطرتها على أفغانستان، حيث قامت بقتل مغنٍ محلي في منطقة أندراب بولاية بغلان شمال شرقي البلاد.
فقد أفادت وسائل اعلام محلية أن الحركة قتلت المغني المحلي، فؤاد أندرابي، في قرية كيشناباد، بعد جره من منزله بطريقة عنيفة على يد عناصر طالبان.
من جانبه، قال وزير الداخلية الأسبق مسعود أندرابي، لوكالة "أسواكا" المحلية إن الحركة قتلت المغني المشهور، مشيراً إلى أنها تواصل عمليات القتل في جميع أنحاء البلاد خصوصاً في أندراب.
وكتب أحد الناشطين على "تويتر" أن أندرابي كان مطرباً شعبياً مشهوراً في الوادي، لافتاً إلى أن ابنه أكد مقتله.
انتهاكات مماثلة بشكل يومي
يأتي هذا الحادث المؤلم، بعد حوادث مماثلة ارتكبتها الحركة ومازالت، حيث قتلت بدم بارد الفنان الكوميدي المعروف في قندهار نزار محمد المعروف باسم خاشا جوان، في يوليو الماضي.
وأوضحت مواقع محلية حينها أن المسلحين جروا الفنان بعد قتله إلى خارج منزله، ويداه مقيدتان خلف ظهره، وألقيت جثته في منطقة داند بقندهار.
كذلك، وثقت تقارير للأمم المتحدة اعتداء الحركة على العديد من المدنيين حتى من الأفغان الذين يعملون مع المنظمة الأممية رغم تعهد طالبان بعدم الاعتداء على موظفي الوكلات والمنظمات الدولية.
كما كشفت وثيقة داخلية للأمم المتحدة نشرت قبل أيام أن الحركة أوقفت موظفاً أفغانياً يعمل لديها حين محاولته الوصول إلى مطار كابل يوم الأحد الماضي، وفتشت سيارته ثم ضربته رغم معرفتها أنه موظف دولي.
الاعتداء على موظفين دوليين
إلى ذلك، كشفت وكالة "رويترز" أن هناك عشرات الوقائع التي عددتها وثيقة أمنية داخلية في الأمم المتحدة وتتضمن وصفاً تفصيلياً لتهديدات مستترة وعمليات نهب لمكاتب الأمم المتحدة وإساءة معاملة للموظفين منذ العاشر من أغسطس الجاري، قبيل استيلاء حركة طالبان على السلطة في أفغانستان.
وعلى الرغم من سعي طالبان إلى طمأنة الأفغان والقوى الغربية بأنها ستحترم حقوق الناس، فإن تقارير ترد عن عمليات انتقامية قوضت الثقة في تلك التطمينات خاصة بين من لهم صلات بمنظمات أجنبية.
يشار إلى أن هذه الحادثة تأتي قبل يومين من اكتمال الانسحاب الأميركي المقرر في 31 أغسطس الجاري، حيث من المقرر أن تستلم طالبان شؤون مطار كابل، الذي يشهد عمليات إجلاء متسارعة.