سنوات خلت على عرض المسلسل الذي شغل العالم تأثرا بأحداث نقلت تفاصيل مأساة عمرها عقود، إلا أنه بقي خالداً في ذاكرة كل من تابعه، حتى أن كلمات أغنيته باتت لحن يردد في كل زمان ومكان.
هي "التغريبة الفلسطينية" التي كانت وفية لمن خلد أحداثها بثلاثين حلقة، لتعود اليوم وترد الجميل بأن رفعت اسمه على أحد شوراعها امتناناً لروحه على ما فعله لأجلها.
فقد أطلقت وزارة الثقافة الفلسطينية، اسم المخرج السوري الراحل حاتم علي، على أحد الشوارع في محافظة طولكرم بفلسطين، في خبر ضجت بذكره وسائل التواصل الاجتماعي.
"رد جميل"
بدوره، أكد وزير الثقافة الفلسطيني الدكتور عاطف أبو سيف، أن تسمية الشارع باسم حاتم علي، جاءت تخليداً لذكرى الراحل، وامتناناً من الشعب الفلسطيني وأرض فلسطين للأعمال الفنية الكبيرة التي قدمها الفنان، بحسب تعبيره.
وأشار أبو سيف إلى المكانة الكبيرة والخاصة التي يتمتع بها الراحل في فلسطين نظراً للأعمال الدرامية التي تناولت قضيتها، خصوصاً" "التغريبة الفلسطينية"، الذي لاقى نجاحاً استثنائياً.
"أرّخ الرواية"
ونقشت صورة للراحل على لوحة من الرخام وضعت على واجهة إحدى المباني الملاصقة للشارع.
وكتب على اللوحة إلى جانب الصورة: "الكاتب والفنان المخرج السوري المبدع ولد في الجولان عام 1962 وشهد طفلا مرارة النزوح بعد احتلاله والتي تتقاطع مع تراجيديا اللجوء الفلسطينية عام 1948 التي عاينها في صباه وشبابه حيث عاش في مخيم اليرموك في سوريا. "ظل وفيا لعدالة القضية الفلسطينية وحقوق شعبها المشروعة فأرخ للرواية الفلسطينية في مسلسل التغريبة الفلسطينية في مواجهة سردية المحتل. "وأصّل في مسلسل صلاح الدين الأيوبي لمكانة المكان الفلسطيني المقدس في ضمائر المؤمنين مسلمين ومسيحيين".
وفت له دمشق وتجاهلته النقابة!
وفي وقت ردت فيه فلسطين الجميل للراحل، كانت الشام أيضاً وفية لذكراه، فقد ودّعت أرض الياسمين حاتم علي وداعاً يليق بمكانته، وأخرجت له المشهد الأخير بحرفيه عالية مثلما كان يخرج الحلقة الأخيرة في أعماله، فقد خرج الآلاف في وداع الراحل حتى أودعوه في مثواه الأخير.
وفيما يبدو أن هذا الوداع قد أزعج سلطات النظام التي قررت نقابته أن تعلن وفاة "أمير المخرجين" كما لقّب، بخبر مقتضب من بضع كلمات وهو ما أثار غضباً كبيراً في الأوساط الفنية والاجتماعية، بررته المؤسسة بكلام لم يقنع أحداً.
وكان المخرج السوري حاتم علي قد رحل عن عالمنا بعد أن توفي في مصر أواخر العام الماضي، إثر نوبة قلبية عن عمر يناهز 58 عاماً، وأعلنت مصلحة الطب الشرعي في مصر، الثلاثاء، أن الوفاة كانت طبيعية نتجت عن أزمة في القلب.