أحد الحاصلين على نوبل للسلام، وهو الصحافي الروسي Dmitry Muratov الذي تقاسمها في أكتوبر الماضي مع الصحافية الفلبينية Maria Ressa الأميركية الجنسية، باع ميداليته بمبلغ 103 ملايين و500 ألف دولار في مزاد نظمته دار Heritage Auctions مساء أمس الاثنين في نيويورك، وتبرع بقيمتها لمنظمة UNICEF التابعة للأمم المتحدة، مساهمة منه بجهودها في مساعدة أطفال نازحين بسبب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وفقاً لما بثته بعض الوكالات.
المزاد الذي حطم كل رقم قياسي سابق لبيع ميداليات نوبل على أنواعها، كان حضورياً في منهاتن أو عبر الإنترنت، وانتهى بشراء الميدالية بالمبلغ الخيالي، مع أن وزنها 175 غراماً من الذهب عيار 23 قيراطاً، أي ما ثمنه 10 آلاف دولار فيما لو أراد صاحبها بيعها ذهباً لأحد التجار.
والمعروف عن موراتوف، البالغ 60 سنة، والذي فاز مع الصحافية الفلبينية بنوبل "لجهودهما بالدفاع عن حرية التعبير في بلديهما" وفقاً لحيثيات وموجبات منحهما للجائزة، أنه انضم في 1993 إلى تجمع من 50 صحافياً، أسسوا صحيفة Novaya Gazeta المستقلّة في روسيا، ونشط بالكتابة فيها حتى أصبح رئيساً لتحريرها طوال 20 سنة، انتهت بإغلاقها في حملة شنها الكرملين بمارس الماضي على صحافيين ومعارضين لعمليته العسكرية في أوكرانيا.
بعدها في 7 أبريل الماضي، تعرض لاعتداء في قطار عندما ألقى أحد الأشخاص عليه دهاناً ممزوجاً بمادة "الأسيتون" وسبّب بعينيه حروقاً، في عملية "دبرتها استخبارات روسية" وجعلت موراتوف يعاند أكثر في معارضته للعملية العسكرية، إلى درجة عرض معها الميدالية بالمزاد "لمنح الأطفال اللاجئين فرصة للمستقبل" على حد ما نقلت عنه وكالة "أسوشييتد برس" الأميركية، في مقابلة عبّر فيها قببل يومين عن قلقه "على من تيتّموا في أوكرانيا" وتمنى أن لا تمنع العقوبات على روسيا من وصول المساعدات الإنسانية إليهم.
الخادش للحياء بالميدالية
ومن جانبها، بثت الدار الأميركية المنظمة للمزاد، فيديو قالت فيه إنها لن تتقاضى أي حصة من عائدات بيع الميدالية التي سبق لموراتوف أن تبرع بجائزتها المالية، ومقدارها 500 ألف دولار، لأطفال يعانون من ضمور عضلي بالعمود الفقري، فيما سبق أن نشرت "العربية.نت" تقريراً عن ميدالية نوبل للسلام عموماً، وقالت فيه بأكتوبر 2013 إن قطرها 5 سنتيمترات، وفيها عبارة Pro Pace et Fraternitate Gentium محفورة باللاتينية على استدارة حافتها، ومعناها: من أجل السلام والأخوة بين الأمم.
والميدالية هي الوحيدة التي صممها Gustav Vigeland الموصوف بأشهر نحات نرويجي، والراحل في 1943 بعمر 74 سنة. إلا أنه جعلها مختلفة عن كل ميداليات نوبل الأخرى، أي خالية من أي حفر لوجه أو جسد امرأة، وبدلاً من ذلك جعل في أحد وجهيها نقشاً صادماً وصارخاً، ظهر فيه 3 رجال عراةً، وضعوا الأيادي على الأكتاف، إيحاء بالتكاتف الوثيق، ونجد بالصورة المنشورة أعلاه للميدالية، حجب أفقي لما يبدو فيها خادشاً للحياء، خاصة العاري من الثلاثة إلى اليمين وزميله في الوسط.