توصلت دراسة جديدة إلى أن تناول العنب يقلل من مستويات الكوليسترول في الدم مما قد يساعد في منع النوبات القلبية والسكتات الدماغية، وفقا لما نشرته صحيفة "ديلي ميل" Daily Mail البريطانية نقلًا عن دورية "نيوترينتس" Nutrients.
وأعطى باحثون في "جامعة كاليفورنيا" للمشاركين 46 غراما يوميًا من مسحوق العنب الكامل، أي ما يعادل حصتين من عنب المائدة، واكتشفوا أن تناول العنب زاد بشكل كبير من تنوع البكتيريا في الأمعاء، والتي تعتبر ضرورية لنظام المناعة القوي.
خفض الكوليسترول
كما أدى تناول العنب إلى انخفاض كبير في مستويات الكوليسترول، وهي مادة شبيهة بالدهون في دم الإنسان يمكن أن تؤدي إلى سد الشرايين والإصابة بأمراض القلب.
وتوصل الباحثون إلى أن تناول العنب يقلل من مستويات الأحماض الصفراوية، والتي تلعب دورًا أساسيًا في استقلاب أو معالجة الكوليسترول.
مضادات أكسدة
ومن المعروف منذ فترة طويلة أن العنب والفواكه الأخرى مثل التفاح تحتوي على مضادات أكسدة تسمى البوليفينول، وهي عبارة عن مركبات عضوية موجودة بشكل طبيعي في النباتات تحافظ على الأوعية الدموية صحية ومرنة وبالتالي تضمن دورة دموية جيدة.
ويمكن أيضًا أن تقلل مادة البوليفينول، وغيرها من "المواد الكيميائية النباتية"، على التحكم في مستويات السكر في الدم ومستويات ضغط الدم وتقليل الالتهاب المزمن، وهو عامل خطر آخر لأمراض القلب.
فوائد صحية للقلب
وقال الباحث الرئيسي في الدراسة الجديدة، بروفيسور تشاوبينغ لي، اختصاصي التغذية وأستاذ الطب بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس: "تعمق هذه الدراسة معرفتنا وتوسع نطاق الفوائد الصحية للعنب، وتبرز فوائده الصحية للقلب من خلال خفض نسبة الكوليسترول في الدم".
وأشار الباحثون في نتائج الدراسة إلى أنه بعد أربعة أسابيع من استهلاك العنب، كانت هناك زيادة في تنوع ميكروبيوم الأمعاء وفقا لقياسات بواسطة مؤشر شانون، وهو أداة شائعة الاستخدام لقياس تنوع الأنواع.
ومن بين البكتيريا المفيدة التي زادت هي "أكرمانسيا"، وهي بكتيريا ذات أهمية كبيرة لتأثيرها المفيد على استقلاب الغلوكوز والدهون، وكذلك على سلامة بطانة الأمعاء.
الأحماض الصفراوية
كما لوحظ انخفاض في نسبة الكوليسترول في الدم، بما يشمل 6.1% من الكوليسترول الكلي وبنسبة 5.9% للكوليسترول الضار (البروتين الدهني منخفض الكثافة) LDL.
كما تبين انخفاض الأحماض الصفراوية، أحماض الستيرويد المرتبطة بعملية التمثيل الغذائي للكوليسترول، بنسبة 40.9%.
ووفقًا لفريق الباحثين، تشير النتائج إلى دور جديد واعد للعنب في صحة الأمعاء وتعزيز فوائد العنب على صحة القلب.
ضغط الدم
كما سبق أن كشفت دراسة، أجراها باحثون من ألمانيا وأيرلندا الشمالية، أن نوعًا آخر من المواد الكيميائية النباتية يسمى الفلافونويد، وهو من العناصر الغذائية الوفيرة في الفواكه والخضروات والشاي والأطعمة النباتية الأخرى، له تأثير إيجابي على مستويات ضغط الدم.
ويتم تكسير مركبات الفلافونويد بواسطة مجتمع تريليوني قوي من الكائنات الحية الدقيقة في أمعاء الإنسان، والمعروفة باسم الجراثيم.
انخفاض الالتهاب في القلب
وفي عام 2010، درس باحثو "جامعة ميشيغان" تأثير عنب المائدة العادي (مزيج من العنب الأخضر والأحمر والأسود) الممزوج في شكل مسحوق بعد دمجه في النظام الغذائي لفئران التجارب، كجزء من نظام غذائي أميركي عالي الدهون.
وبعد ثلاثة أشهر، كانت الفئران التي تلقت النظام الغذائي الغني بالعنب تتمتع بانخفاض في ضغط الدم وتحسن وظائف القلب وانخفاض مؤشرات الالتهاب في القلب والدم مقارنة بالفئران، التي لم تحصل على مسحوق العنب.