خسرت روسيا من الجنود في أول 3 أشهر تمر اليوم على حربها في أوكرانيا، أكثر مما خسره الاتحاد السوفييتي في 10 سنوات من احتلاله بالثمانينات لمعظم أفغانستان، وفقا لتقرير استخبارات بريطاني، أتت صحيفة "التايمز" البريطانية اليوم الثلاثاء على بعض تفاصيله.
والشيء نفسه تقريبا، ورد عن خبراء دفاع ذكروا أن الصراع في الشرق الأوكراني تحول إلى "حرب استنزاف" حيث حذر الرئيس الأوكراني زيلينسكي من أن بلاده تخسر ما يصل إلى 100 جندي يوميا في منطقة Donbas الغنية بمناجم وتعدين الفحم، والتي أصبحت ساحة للحرب رئيسية.
في التقرير الاستخباراتي، أن الاتحاد السوفييتي تكبد 15000 قتيل في الصراع الذي بدأ في ديسمبر 1979 وانتهى في فبراير 1989 بأفغانستان "وتسبب بتفكك الاتحاد السوفييتي" وفق بعض المؤرخين. أما بحسب وزارة الدفاع البريطانية، فإن الجيش الروسي خسر بالفعل عددا أكبر من القتلى، وأن "تسامح الروس بشأن الوفيات بدأ ينفد مع ارتفاع عددهم، ما قد يتزايد معه الاستياء العام من الحرب والاستعداد للتعبير عنها" وفقا لما نقلت الصحيفة.
ويشير التقرير أيضا الى وجود تشابه كبير جدا في الصراع الأوكراني- الروسي الحالي وحرب الاتحاد السوفييتي بأفغانستان، حيث واجه السوفييت حرب عصابات بصواريخ زودتها بها الولايات المتحدة، بالطريقة التي يستخدم بها الأوكران تكتيكات "أضرب واهرب" المضادة للدبابات حاليا، وهو ما يتطرق إليه الفيديو الذي تعرضه "العربية.نت" أعلاه، ويشير أيضا إلى أن خسائر 3 أشهر بأوكرانيا تعادل خسائر 10 سنوات للسوفييت في أفغانستان.
ويقول Mark Galeotti الخبير بالشؤون الروسية والمحاضر في Mayak Intelligence المعروف في لندن كمركز استشارات، إن أوكرانيا أصبحت كما أفغانستان في الحملة السوفييتية العسكرية عليها بثمانينات القرن الماضي، وإن حجم الخسائر يعني أن الرئيس بوتين سيكافح للحفاظ على هجوم "دونباس" لفترة أطول من دون تعبئة كاملة.
قال "غاليوتي" أيضا: "برغم أن الأوكران يفقدون الأرض كما يبدو، إلا أن المسؤولين الغربيين يعتقدون أنه من خلال تعطيل الحملة الروسية، فقد نجحوا في الحد من قدرة الروس على شن هجمات واسعة النطاق" شارحا أن قواتهم حاولت بالأمس اقتحام بلدتي Severodonetsk وجارتها Lyman لتحقيق اختراق في "دونباس" إلا أن تقارير الاستخبارات الغربية تشير إلى أن "تقدمها بطيء وتدريجي" في المنطقة، لأن الأوكران يضعفون القدرة الروسية على التقدم وإتاحة الوقت لقواتهم بحيث تواصل تحسين دفاعاتها في أماكن أخرى.