حروب العصور الوسطى تعود لأوروبا بسلاح الإبر واللقاحات

وضع يشبه مناخات العصور الوسطى وحروبها في أوروبا، تعيشه دول "القارة العجوز" منذ أيام مع بريطانيا المتقدمة عليها بالحصول على اللقاحات المضادة لفيروس "كورونا" المستجد، إلى درجة أن المفوضية الأوروبية، طلبت الأربعاء الماضي من "وكالة تنظيم الأدوية" في بلجيكا، تفتيش موقع تنتج فيه شركة AstraZeneca لقاح "أكسفورد" في مدينة Seneffe البعيدة 46 كيلومترا عن بروكسل، علما أنه يتم إنتاجه في 5 منشآت أخرى، منها 2 ببريطانيا وواحد في كل من ألمانيا وهولندا وسويسرا.

طلبوا من المفتشين التأكد من أن الشركة البريطانية-السويدية، لا تقوم بتحويل ما تصنعه من جرعات على أراضي الاتحاد الأوروبي إلى المملكة المتحدة، بعد أن تأخرت بتسليم ما أوصتها عليه دول الاتحاد من لقاحات، ولعدم اقتناعها بما ذكرته الشركة من تبريرات لنيتها قطع الإمدادات بنسبة 60% تقريبا "بسبب مشكلة إنتاج في الموقع البلجيكي" وفقاً لما تلخص "العربية.نت" ما بثته الوكالات عن "الغارة" التي شنها المفتشون، وانتهت بحملهم عيّنات وسجلات من المنشأة التي وعدوا بإجراء مزيد من التفتيش فيها قريباً، فدقت "حرب اللقاحات" طبولها بأسلوب القرون الوسطى التناحري، وهو ما نجد مزيداً عنه في الفيديو المعروض.

وأول ما صدر عن الاتحاد المكون من 27 دولة تحتاج إلى 350 مليون جرعة أولى، منها 80 مليوناً كتسليم أولي، تليها 31 مليوناً فيما بعد، نيته "استخدام كل الوسائل الشرعية" لعرقلة تصدير لقاح "فايزر" الأميركي إلى بريطانيا التي حجزت منه 40 مليون جرعة، فيما ذكر موقع صحيفة "اندبندنت" البريطانية، أنه أطلع على رسالة مسربة لرئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، فيها أن الاتحاد يدرس "إجراءات عاجلة" لضمان توريدات اللقاح لسكانه البالغين 448 مليوناً، فقرر فرض بعض الضوابط لتمديد الإمدادات الطبية لأيرلندا الشمالية، برغم أنها تتبع بريطانيا التي خرجت من الاتحاد.

القارة الثانية ابتلاء بالفيروس

إلا أنه تراجع أمس عن القرار الذي استند فيه إلى المادة 16 من بروتوكول أيرلندا الشمالية في محاولة "لمنع المنطقة من أن تصبح باباً خلفياً للقاحات الاتحاد الأوروبي" بحيث يتم إرسالها إلى بريطانيا على نطاق واسع، حيث ينص اتفاق خروجها من الاتحاد الأوروبي، على تصدير جميع منتجاته إليها عبر أيرلندا الشمالية من دون ضوابط.

أوروبا، حيث أحدث الفيروس أكثر من 30 مليون إصابة، وقتل 695.288 من سكانها، منهم 104.371 في بريطانيا وحدها، طبقاً للوارد صباح اليوم السبت بموقع worldometer الإحصائي العالمي، هي القارة الثانية ابتلاء بالمستجد بعد الأميركية، حيث أحدث أكثر من 53 مليون إصابة، وقتل أكثر من مليون، منهم 436.624 على الأقل في الولايات المتحدة وحدها، والرقم الأخير هو من موقع جامعة Johns Hopkins الأميركية.

ونجد في الغرافيك أعلاه، أن بريطانيا هي الأكثر تطعيماً لسكانها البالغين 68 مليون نسمة، بين الدول التي بدأت به في القارة الأوروبية، حيت خضع له 18 مليونا و500 ألف، منهم 7 ملايين و330 ألفاً حتى تاريخ الخميس الماضي في بريطانيا، المدرجة عالمياً في الدرجة الثالثة بعدد التطعيم، مقارنة بعدد السكان، بعد إسرائيل والإمارات.

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: