واجه الحكم البولندي سيمون مارتشينياك، العديد من الانتقادات في مسيرته التحكيمية، لاسيما من كلوب والإنجليز والروس، كما كشف أن لحظة غضب دفعته لتحويل مسيرته من لاعب كرة قدم إلى مجال التحكيم.
وكلفت لجنة التحكيم في الاتحاد السعودي لكرة القدم، مهمة قيادة المباراة النهائية لبطولة كأس الملك، بين فريقي الهلال والنصر، يوم السبت إلى الحكم الدولي سيمون مارتشينياك.
يمتلك الحكم البولندي خبرة واسعة في إدارة المباريات الدولية، إذ نال الشارة من "فيفا" في 2011، وشارك في إدارة نهائيات كأس العالم 2018، وأدار 38 مباراة في دوري أبطال أوروبا منذ 2014، إضافة إلى مواجهة السوبر الأوروبي بين أتلتيكو مدريد وريال مدريد 2018-2019، إلى جانب نهائي أمم أوروبا تحت 21 عاما في 2015.
وسبق وأشرف على 27 مباراة في منافسات الدوري السعودي، من ضمنها 5 للهلال وذات العدد أيضا للنصر.
وبدأ صاحب الـ 39 عاما مسيرته التحكيمية في 2002، عندما كان لاعبا في بلاده، وكشف في مقابلة صحافية سابقة، أنه اتجه إلى السلك التحكيمي بعدما طرده الحكم من إحدى المباريات، وانتقد قرار الحكم بشدة وهاجمه بمصطلحات سيئة، ورد عليه حكم اللقاء حينها: إذا كنت تعتقد أنها مهمة سهلة، فحاول القيام بها.
وهو الأمر الذي دفع اللاعب السابق للتوجه إلى التحكيم، بعد أسبوعين من طرده، إذ شارك في دوري تحكيم بالاتحاد المحلي، على الرغم من عدم حبه للحكام، وأضاف مارتشينياك في تصريحاته: قابلت الحكم الذي طردني بعد سنوات قليلة، عندما كنت أدير مباراة في دوري الدرجة الثانية ببولندا، لقد اعتذرت له، لأنه بصراحة اتخذ القرار الصحيح بطردي، والآن نحن أصدقاء، وكان حكما رابعا عندما أشرف على مباراة تحت 21 عاما عقب حصولي على الشارة الدولية.
وعلى الرغم من مسيرته الدولية المميزة، إلا أن سيمون مارتشينياك تعرض إلى انتقادات شديدة في عدة مباريات أشرف عليها، ودائما ما يواجه أفضل حكم بولندي هجوما عنيفا من قبل الإنجليز، المرة الأولى كانت بعد مباراة يوفنتوس وتوتنهام في 2018 ضمن دوري أبطال أوروبا في دور الـ 16، حرم حينها النادي اللندني من التأهل بسبب الأخطاء الفادحة التي ارتكبها، وعلق حينها فرانك لامبارد، مدرب تشيلسي الحالي، في لقاء تلفزيوني عندما كان محللا: حرم توتنهام من ركلة جزاء واضحة، لا توجد أعذار لسيمون مارتشينياك، كما انتقده كل من غاري لينيكر وريو فرديناند وستيفن جيرارد.
وبعد المباراة تساءل الصحافي مارتن صمويل في مقال لـ "ديلي ميل"، قائلا: من أين يأتي "يويفا" بمثل هؤلاء الحكام.
وفي نوفمبر 2018، هاجمه الألماني يورغن كلوب، بعد خسارة فريقه أمام باريس سان جيرمان 2-1، ضمن مرحلة المجموعات في دوري الأبطال، واتهم حينها كلوب الحكم بمساعدة النادي الباريسي، إذ أخرج البطاقة الصفراء لستة لاعبين من ليفربول، وتغاضى عن طرد ماركو فيراتي، لاعب النادي الفرنسي، وقال كلوب بعد اللقاء: فزنا مرتين بجائزة اللعب النظيف في إنجلترا، لكن الحكم جعلنا نبدو كالجزارين بسبب البطاقات الصفراء التي حصلنا عليها، كما أن فيراتي كان يستحق 500 بطاقة صفراء في المباراة.
وتكررت مشاكل الحكم البولندي مع ليفربول مرة أخرى في النسخة الماضية لدوري أبطال أوروبا، في المباراة التي ودع خلالها بطل الدوري الإنجليزي المسابقة الأوروبية على يد أتلتيكو مدريد على ملعبه وأمام مرأى جماهيره، إذ لم يسلم سيمون مارتشينياك من جماهير ليفربول هذه المرة، الذين عبروا عن استيائهم من أداء الحكم البولندي، كما أن كلوب عبر عن غضبه من مستوى الحكم في المؤتمر الصحافي بعد اللقاء، قائلا: سحبت ماني من المباراة بعدما نال بطاقة صفراء، لأنني خفت أن يتنفس ويسقط بعدها الخصم ثم يتم طرد اللاعب السنغالي، لذلك استبدلته. كما ذكر الصحافي ديفيد لينش، بشبكة "إيفينينج ستاندرد" البريطانية : كلوب يثق في ماني، لكنه لا يثق في الحكم.
كما هاجم اليونانيون سيمون مارتشينياك، وذلك عندما حرمهم من ركلتي جزاء في مباراة فريقهم أولمبياكوس ضد ولفرهامبتون الإنجليزي، مما أدى إلى عدم تأهل أولمبياكوس إلى ربع نهائي الدوري الأوروبي في النسخة الماضية.
وقال مدرب الفريق اليوناني بعد وداع المسابقة: سقط أولمبياكوس بشكل مخز وغير عادل.
وآخر الانتقادات جاءت من قبل الروس الذين اتهموا الحكم البولندي بقتل منتخب بلادهم في مباراتهم أمام تركيا التي خسرتها روسيا 3-2، ضمن دوري الأمم الأوروبية في 15 نوفمبر الجاري.
واضطرت روسيا لخوض معظم أوقات المباراة بعشرة لاعبين، بعدما طرد لاعبهم في الدقيقة 24، واستفاد المنتخب التركي من ركلة جزاء مشكوك في أمرها حسب وسائل الإعلام الروسية، وبعد المواجهة قام عدة لاعبين روس سابقين بمهاجمة الحكم، واتهمه رومان بافليوتشينكو، لاعب توتنهام السابق، بقتل روسيا بقراراته الخاطئة، وأضاف: الحكم كان سيئا، إنه لأمر مخز أن تظهر بهذا الشكل، قتل الحكم البولندي فريقنا بوحشية، لقد منح الخصم ركلة جزاء، وطرد لاعبنا بقرار خاطئ.
ودافعت وسائل الإعلام البولندية عن الحكم بعد اللقاء، وقال عنه الصحفي ماركينيك في مقالة نشرها موقع "شو سبورت": هو أفضل حكم بولندي في الوقت الحالي دون أي شك، إنه أحد الحكام المفضلين لدى الإيطالي كولينا، والذي يعتبره أيضا من ضمن أفضل الحكام في العالم.
وأضاف الصحفي البولندي: رغم أخطاء سيمون مارتشينياك، إلا أنه شارك في المونديال، وأشرف على مباريات هامة في دوري أبطال أوروبا، والدوري الأوروبي و"يورو" أيضا، كما يدير أهم المباريات في بولندا، هو محترف ولم يدعم أبدا فريقا على حساب آخر، أنا متأكد أنه لم يكن منحازا في مباراة تركيا وروسيا.
واختتم: حلمه أن يصبح أول حكم بولندي يدير نهائي كأس العالم، لكن الأخطاء لن تساعده على الاقتراب من هذا الهدف.