منذ القدم، مثلت الأحداث الرياضية ملاذا ممتعا للعديد من البشر الذين أقبلوا بكثافة لمتابعتها وتشجيع رياضييهم المفضلين.
إلى ذلك، شهدت بعض هذه الأحداث الرياضية وقائع دامية سرعان ما حوّلت فرحة الجميع لتراجيديا حزينة. فإضافة لسيرك ماكسيموس (Maximus) الذي انهار جزء منه عام 140 قبل الميلاد وتسبب في مقتل أكثر من ألف شخص وأحداث العنف الدامية بعاصمة البيرو ليما (Lima) التي أسفرت عن سقوط مئات القتلى عقب مباراة ضد الأرجنتين عام 1964، يذكر التاريخ أحداث ميدان سباق الخيل بهونغ كونغ عام 1918 الذي شهد حريقا مرعبا أسفر عن اختناق واحتراق المئات.
إدمان الصينيين على سباق الخيول
في غضون ذلك، شيّد ميدان سباق الخيل بهونغ كونغ، عند منطقة هابي فاليي (Happy Valley) أو السهل السعيد، عام 1845 وقد خصص الأخير حينها لاحتضان مثل هذه الأحداث الرياضية والترفيهية التي نظمها البريطانيون الذين حلّوا بالمنطقة منذ فترة وجيزة. ولتهيئة مكان ملائم بالمنطقة لإنشاء هذا الميدان، منعت سلطات هونغ كونغ سكان القرى القريبة من زراعة الأرز وهددت بتسليط أشد العقوبات على كل من يخالف ذلك.
في الأثناء، احتضن هذا الميدان أول سباق خيول عام 1846. وبفضل إقبال البريطانيين على هذا الحدث الرياضي الترفيهي وترويجهم له، تحوّل سباق الخيول لعرض جذب انتباه السكان الصينيين للمنطقة الذين أدمنوا تدريجيا الإقبال على هذا العرض سنويا أواخر شهر شباط/فبراير.
614 قتيلاً
ككل عام، أقبلت الجماهير الغفيرة يوم 26 شباط/فبراير 1918 نحو ميدان سباق الخيل. وخلال هذا العام، قررت سلطات هونغ كونغ تشييد مدرج مؤقت لتوفير مزيد من المقاعد للعدد الكبير من الجماهير.
وبسبب تراكم الحاضرين والتدافع الشديد، انهار هذا المدرج، الذي شيّد على عجل وبشكل سيئ، متسببا في اندلاع حريق كبير حيث وقعت أجزاء هامة من هذا المدرج، المصنوع من الخشب والخيزران، على عربات عدد من الباعة المتجولين الذين استخدموا النار لإعداد الوجبات للجماهير.
بسبب سرعة انتشار النيران وكثافة الدخان، عجز رجال الإطفاء عن السيطرة على الحريق، وبسبب ذلك، تم الاستنجاد بأفراد الشرطة وجنود البحرية البريطانية المرابطين على مقربة من مكان الكارثة.
خلال اليوم التالي، أحصت صحيفة هونغ كونغ تلغراف حوالي 576 قتيلا فارقوا الحياة إما احتراقا أو اختناقا. وخلال الأيام القليلة التالية، ارتفعت حصيلة الضحايا لتبلغ 614 قتيلا كان أغلبهم من الصينيين والبريطانيين حسب تصريحات مسؤولي مستشفى تونغ وا (Tung Wah) الذي استقبل عددا كبيرا من الجثث المتفحمة.