حدث يوم الجمعة الماضي في مدينة أيرلندية صغيرة، اسمها Carlow وسكانها بالكاد 24 ألفا، ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، وألمت "العربية.نت" بتفاصيله مما قرأته في موقع صحيفة The Irish Times المحلية، عن رجل استفسر من مكتب البريد في البلدة عن كيفية تحصيله الراتب التقاعدي لشخص مسن يعرفه.
وعندما أخبروه بضرورة حضور المتقاعد شخصيا لاستلام راتبه من المكتب، غادر ثم عاد بمساعدة صديق، إضافة إلى جثة المتقاعد، فصعق العاملون بالمكتب مما رأوا، وأحاطوا بالجثمان وحامليه، وبدأوا يستجوبونهم، عندها لاذ الثلاثة فرارا من المكان، تاركين الجثة في مكتب البريد.
ولم يكن مريضا بل متوفيا
سريعا علمت الشرطة المعروفة باسم Gardaí في أيرلندا، بما حدث في البلدة البعيدة 84 كيلومترا عن العاصمة دبلن، ففتحت تحقيقا بوفاة المتقاعد، وبمحاولة تحصيل معاشه التقاعدي عن طريق إحضار جثته التي يجري الآن تشريحها لمعرفة سبب الوفاة. إلا أن هذه المعلومات لم تكن دقيقة في معظمها، لأن وسائل اعلام عدة توسعت بخبر ما حدث فيما بعد، وعلمت بمزيد من التفاصيل نشرتها.
وأهم ما تمت معرفته، أن المستفسر أحضر المتقاعد بمساعدة صديقه الى مكتب البريد على أنه مريض، ليراه الموظفون ويسلموه راتبه. وكان الاثنان يسندان جسمه كأنه حي، وأحدهما قال للموظفين أنهما سينقلانه الى المستشفى ما أن يتسلمان راتبه "وفجأة سقط المتقاعد مغميا عليه، فاقدا للوعي"، وفقا لما طالعته "العربية.نت" في موقع قناة RTÉ التلفزيونية المحلية.
إلا أن أحد الموظفين لاحظ "المريض" شاحب الوجه أكثر مما ينبغي، فاتصل بهيئة الرعاية الصحية وطلب سيارة اسعاف، كما اتصل بالشرطة، وعندها فر الاثنان من المكان. أما من أقبلوا مع سيارة الاسعاف فوجدوا المتقاعد ميتا من الأساس، ولم يكن مريضا حين حضر الى المكتب، بل متوفيا.
متحدث باسم الشرطة، ذكر أن المتوفي سبعيني العمر، اسمه بيدار دويل "وتم اغلاق منزله كمسرح جريمة" في اشارة الى أن الشرطة تشتبه بأن وفاته كانت جريمة قتل، ووصف المتوفي بأنه "رجل محترم ومحبوب للغاية ولم يتسبب بأي إهانة لأحد"، مضيفا أن الشرطة تحقق في "جميع الظروف المحيطة بوفاته غير المبررة" وفق تعبيره.