كشف عدد من مديري الشركات السياحية والفندقية عن توقعاتهم بأن تستفيد دولة الإمارات من زخم معرض "إكسبو 2020 دبي"، وذلك عبر ارتفاع أعداد الزوار والسياح، وتسجيل إشغالات مرتفعة وقياسية بالفنادق.
وأوضح هؤلاء أن تخفيف الإجراءات الاحترازية، سيشكل عاملاً مهماً في تنشيط الحركة السياحية، ورفع الإشغالات، واستقطاب الزوار والسياح من الخارج.
ذكر مديرو الشركات السياحية أن القطاع السياحي في الدولة مقبل على حركة نشطة وكبيرة مستفيداً من التغطية الإعلامية المكثفة لفعاليات المعرض حول العالم، ورغبة الملايين في زيارة الإمارات للتعرف إلى مرافقها السياحية المتطورة وخدماتها النوعية.
وتواصل وجهات الإمارات تعزيز مكانتها العالمية، وتستعد لمرحلة جديدة من النمو. وكانت دبي أكبر المستفيدين من توافد الزوار إلى الحدث الدولي الكبير، وبدأت دبي سريعاً جني ثمار “إكسبو 2020”، وقد حلّت دبي في المركز الأول عالمياً بين أفضل الوجهات لقضاء الإجازات العائلية في عام 2022، وفقاً لموقع «أنشور ماي تريب» المتخصص في مقارنات تأمين السفر.
وحصلت دبي على درجات عالية في خمس من سبع فئات، بما في ذلك سلامة المنطقة (10 درجات)، وجودة مناطق الجذب العائلية (10 درجات)، وضعف التيار البحري (9.75 درجة)، ودرجة حرارة البحر (7.7 درجة). وتعتبر دبي واحدة من أكثر المدن أماناً في العالم وأصبحت وجهة ميسورة الكلفة للعائلات، حيث تقدم منتجعات شاملة مع مجموعة من الأنشطة.
وقال عمر العلي الرئيس التنفيذي لشركة "نيرفانا للسياحة والخدمات اللوجستية": "شكل تنظيم وإقامة فعاليات معرض «إكسبو 2020 دبي"، تحدياً كبيراً، خاصة مع تزامن تنظيم هذا الحدث الدولي مع الجائحة التي ضربت جميع دول العالم، لكن الإمارات أبهرت العالم أجمع من خلال نجاح إقامة وتنظيم الحدث، الذي أظهر أن دبي تمكنت من تجاوز الخيال والتوقعات عبر هذا المعرض، وأعتقد بأن دولة الإمارات لديها خطط لفترة ما بعد إكسبو».
وأضاف العلي: "نتوقع أن نشهد حركة سياحية نشطة مع الموسم السياحي المقبل بفضل الزخم الذي شهده معرض إكسبو دبي، كما سيجري توظيف منطقة ومباني إكسبو دبي لاحتضان الفعاليات العالمية الكبيرة والمعارض والأحداث المهمة، مما سينشط القطاع السياحي بشكل كبير".
وذكر أن الإمارات تمكنت من خلال المعرض من تحدي الجائحة وتجاوزها لتكون من أوائل الدول تعافياً من الجائحة، والعودة إلى الحياة الطبيعية، والاستفادة من هذا الحدث لتحقيق مزيد من النمو الاقتصادي في مختلف المجالات والقطاعات.
ويواصل قطاع الطيران النمو وإضافة المزيد من الوجهات، ما يعني الاستعداد لمزيد من الزوار، وسجلت شركات الطيران الوطنية 74 ألف رحلة طيران مجدولة خلال الربع الأول 2022، بنمو 90% مقارنة مع قرابة 39 ألف رحلة طيران في الربع الأول 2021، في مؤشر آخر على النمو والزخم السياحي.
وساهم "إكسبو 2020 دبي" في تعافي قطاع الطيران في دبي ودولة الإمارات، ونشاط الحركة السياحية في الدولة، إلى جانب الفعاليات والمؤتمرات الضخمة التي احتضنتها الدولة والتي انعكست على الأداء القوي للفنادق.
وسجلت شركات الطيران الوطنية، نمواً تدريجياً في أعداد الرحلات وأعداد المسافرين منذ استئناف رحلات الطيران في الدولة، واستطاعت شركات الطيران الوطنية بفضل مرونتها العالية التعامل بحرفية مع المتغيرات الحاصلة في قطاع الطيران بسبب السلالات الجديدة للوباء التي أسهمت في إغلاق بعض الأسواق، ما دفع بشركات الطيران لإعادة جدولة رحلاتها إلى خدمة أسواق أخرى وفتح أسواق جديدة لم تخدمها من قبل.
وتخطى عدد المسافرين عبر مطارات الدولة حاجز ال20 مليون مسافر خلال الربع الأول (20.38 مليون)، مقارنة ب8.6 مليون مسافر المسجلة في الفترة ذاتها من العام 2021، بنسبة ارتفاع 135%. ومن إجمالي المسافرين بلغ عدد الترانزيت عبر مطارات الدولة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري 6.94 مليون مسافر بنمو 203%.
وكانت مطارات دبي وأبوظبي والشارقة حققت أداء متصاعداً على مستوى أعداد المسافرين في عام 2021، مسجلة ما يزيد على 41.37 مليون مسافر بزيادة 15.8% مقارنة بعام 2020.
يقول نويل مسعود الخبير السياحي: "لقد جرى تداول استضافة معرض إكسبو دبي 2020 في جميع دول العالم سواء في الصحافة المكتوبة أو المرئية أو المسموعة أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبذلك أحدث المعرض زخماً عالمياً كبيراً، وشكل مناسبة للترويج والتعريف بدولة الإمارات والمقومات السياحية والفندقية التي تضمها، والبنية التحتية المتطورة التي تتمتع بها، وشكل المعرض مناسبة لزيارة الإمارات، والتعرف إلى مرافقها ومواقعها السياحية والتراثية، وقضاء ليالي فندقية، ما أسهم في انتعاش القطاع السياحي والفندقي في دبي بشكل خاص والإمارات بشكل عام".
وأضاف مسعود: "هذا يعطي دعماً للقطاع السياحي للدولة في مرحلة ما بعد إكسبو؛ حيث إن جميع من شارك وحضر من ممثلي دول و مسؤولين قد نقلوا تصوراً إيجابياً لما يحدث في المعرض، وسيشجع هذا الأمر على دفع القطاع السياحي لمرحلة من النمو خلال الأشهر والسنوات المقبلة".
وقال إسماعيل إبراهيم مدير عام فندق "رمادا داون تاون أبوظبي": "جميع التوقعات إيجابية لمرحلة ما بعد إكسبو، خاصة مع إصدار قرارات تتعلق بتخفيف الإجراءات للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، الأمر الذي سيكون له تأثير كبير في زيادة الحركة وتنشيط القطاع السياحي سواء السياحة الداخلية، أو السياحة الخارجية وقدوم أفواج و عائلات إلى الدولة في ظل اعتدال درجات الحرارة، وطرح برامج سياحية ترويجية مشجعة".
وأضاف إبراهيم: "كما أننا نسير باتجاه العودة لمرحلة ما قبل الجائحة وتجاوز تأثيراتها على القطاع السياحي والفندقي، مما يبشر بتحقيق أداء سياحي وفندقي قوي، وتسجيل إشغالات مرتفعة، مما سينشط الحركة السياحية خاصة خلال إجازة الربيع المقبلة".